مستوجب الحذر، منشور، اللواء «عبدالحميد خيرت»، رئيس المركز المصرى للبحوث والدراسات الأمنية على «فيسبوك»، مسبوقًا بعلامات الخطر.
ففضلًا عن خبرات اللواء خيرت، وسوابقه فى رصد وتفكيك عديد من الخلايا الإرهابية من خلال موقعه الأمنى (السابق)، القضية جد خطيرة، وما تبعها من هجمات إلكترونية على اللواء خيرت تَشِى بأن اللواء دخل عش الدبابير.. وكشف المخطط المستور فى هذا المنشور.
كتب اللواء خيرت: تلقيت اتصالًا تليفونيًّا من صديق مقيم فى (كمباوند) قريب منى بمنطقة التجمع الخامس، وتطرق الحديث إلى مشكلة تخص تغيرًا فى سلوك ابنه؛ حيث بدأ يطلق لحيته، ويجلس بمفرده، ويتداول الألفاظ ذات الصبغة الدينية: (السلام عليكم.. جزاكم الله كل خير)، وأنه قلق عليه، ويخشى أن يكون وراء هذا التغيير تطرف.
سألته بحكم عملى السابق مجموعة من الأسئلة، وفهمت من ردوده أن إدارة «الكمباوند»، بناء على طلب بعض المقيمين، استجابت لتوفير شخص يقوم بإعطاء دروس فى الدين لأولادهم بحجة أن معظمهم فى مدارس ناشيونال وإنترناشيونال، ومادة الدين لا تدخل ضمن أولويات هذه المدارس.
وعلمت أن هذا الشخص الذى تولى إعطاء الدرس الدينى فى الكمباوند غير معروف خلفيته الدينية، وأفكاره، وتعاليمه، ولم يتضح حصوله على شهادة من الأزهر أو الأوقاف تسمح له بممارسة نشاط دعوى أو إلقاء درس أو تحفيظ قرآن من عدمه.
وعليه نحن أمام شخص مجهول المصدر وغير متابع، قام بعض سكان «الكمباوند» بتسليم أولادهم له ليلعب فى عقولهم، مع انعدام الفطنة والكياسة من إدارة وسكان «الكمباوند».
وكانت نصيحتى له بضرورة اجتماع جمعية عمومية لقاطنى «الكمباوند» ومطالبة الإدارة بمخاطبة مديرية الأوقاف بالتجمع الخامس لتعيين محفظ قرآن تابع لهم (بمكافأة) لتحفيظ أبناء «الكمباوند» القرآن فى مواعيد ثابتة، وتكون مديرية الأوقاف هى المسؤولة عن ذلك.
الأمر الثانى الاتصال بمكتب الأمن الوطنى بالتجمع الخامس وأحاطته علمًا بما حدث فيما يخص الشخص مجهول المصدر للفحص والتحرى.
الأمر اللافت للانتباه أننى كنت فى جلسة مع بعض الأصدقاء، وحكى أحدهم نفس القصة السابقة، ولكن فى «كمباوند» آخر، وقمت بإعطائه نفس النصيحة، وحكيت لهم واقعة حدثت فى نفس «الكمباوند» الذى أقيم فيه، حيث فوجئت بعمال النظافة يقومون بتفريغ قاعة من محتوياتها تقع أمام «البسين»، وتنظيف القاعة وفرشها بسجاد، وكان ذلك قبل وقفة عيد الفطر قبل الماضى بيومين.
طلبت مسؤول أمن «الكمباوند» لسؤاله عما يحدث، فرد وقال: بعض أعضاء الإدارة أبلغونا بقرار الإدارة لعمل صلاة العيد بالقاعة، فقلت له: هذا الكلام مرفوض ويُوقَف فورًا، وبلغ الإدارة بأن هذا الأمر لن يمارس داخل (الكمباوند) إلا بموافقة الأمن الوطنى والأوقاف، وإلا سوف أطلب الأمن الوطنى حالًا.
بعد قليل، جاءنى عضو من مجلس الإدارة، عرّفنى بنفسه كطبيب، وحاول أن يوضح الغرض من هذا القرار، وهو تجميع سكان «الكمباوند» فى تجمع دينى للتعارف والتقرب من بعضهم.
فكان ردى أن أمام «الكمباوند»، وعلى بُعد 30 مترًا، عرض الشارع، مسجدًا تابعًا للأوقاف، يمكن أن يتحقق من خلاله هذا الهدف النبيل لمجلس الإدارة، وإلا على مجلس الإدارة الحصول على موافقة الأوقاف والأمن الوطنى، وهذا كلام نهائى ولا رجعة فيه.. وبالفعل تم وقف هذا النشاط.
أخشى أن يكون هناك تحرك دعوى لعناصر النشاط من إخوان وسلفية، يستهدف المناطق الراقية داخل «الكمباوندات» لبُعدها عن الرصد الأمنى، أسوة بتحرك الإخوانى عمرو خالد فى السابق.. هذا جرس إنذار!.