لم أتبنَّ يومًا منهجًا يقول: «سوء الظن من حسن الفطن»، أُفضل منهجًا معاكسًا يقول: «حسن الظن من حسن الفطن»، وحسن الظن سعادة وعبادة، ومن وصايا المبعوث رحمة للعالمين قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ..».
تريثت هنيهة حتى يتبين الخيط الأسود من الأبيض، يطلعلها فجر، وتخرج علينا إحداهما- أو كلتاهما- تؤكد الواقعة أو تنفيها.
واقعة سؤال الصديقة الإعلامية «منى الشاذلى» للفنانة الكبيرة «إنعام سالوسة» عن ديانتها على طريقة: «إنت مسلم ولا مسيحى؟» في برنامجها التلفزيونى الشهير «معكم منى الشاذلى».
كثير من الأصدقاء حطّوا مباشرة على رأس منى، وعفّروا وجهها بالتراب، وأخف العبارات وأكثرها تهذيبًا، لا يصح ولا يليق ولا يصدر من إعلامية كبيرة، ولاسيما أن الفنانة «سالوسة» جاء ردها مفحمًا وقاسيًا، أعطت منى درسًا في المواطنة، خلاصته عابت عليها مثل هذا السؤال واستنكرته في وصلة مواطنة معتبرة (بحسب البوست المزعوم).
جد بحثت عن «الفيديو» الذي شغل رواد الفضاء الإلكترونى، لم أصادفه بتاتًا، واتصلت بأصدقاء مؤتمنين، فلم يسعفنى أحدهم بالفيديو الذي تحدث به ركبان الموجة العاتية، وأطلقوا في أثرها، «منى الشاذلى»، اتهامات بالطائفية، والتخديم على أهداف خفية.
وبلغ الاتهام مبلغه بكونها «إخوانية مستترة» وتعمل في المجهود التخريبى للإخوان، وبالمرة سوق «فرية» زواجها من الإرهابى «خيرت الشاطر»، وهى «فرية» من مخلفات عصر الإخوان تتجدد كل حين.. ومنى زوجة فاضلة لرجل محترم.
وصدق حدسى، وطالعت اعتذارًا معتبرًا من الشاعرة الصديقة «فاطمة ناعوت»، ما يبرئ منى الشاذلى تمامًا من حكاية سؤال إنعام سالوسة، والمفاجأة الصادمة للجميع أن منى أصلًا لم تلتقِ بإنعام سالوسة قبلًا، ولم تلتقِ بها حتى ساعته!.
اعتذرت الشاعرة «ناعوت» بشجاعة، فهل يعتذر مَن أصابوا منى الشاذلى بسهم مسموم.. أشك، الاعتذار من شيم الكبار.. وبيننا للأسف صغار يأكلون لحوم البشر نيئة دون وازع أخلاقى، وهم خلو من الضمير.
تحب منى الشاذلى أو تبغضها ليست القضية، القضية اتهامها بما ليس فيها، أكل لحم الميتة حرام، ما بالك بأكل لحم منى الشاذلى حية، آكلو لحوم البشر يتلمظون لقطعة لحم طرية، نهمون لا يشبعون أبدًا.
اعتذار «ناعوت» مستوجب نشره حتى يبين الحق، ونصًّا تقول: «اتصلت بى منى الشاذلى، وقالت إنها لم تستضف الفنانة إنعام سالوسة مطلقًا، ولم تلتقِ حتى بها إلى اليوم، وأكدت أنه من المستحيل أن يصدر منها سؤال غير حضارى من قبيل: «إنت مسلم ولّا مسيحى؟».
«ناعوت» تقول: «الكلام الدائر على صفحات سوشيال ميديا والبوستات التي يتم تشييرها بجنون محض افتراءات رخيصة افتعلها شخصٌ لا ضمير له، وأسهم في انتشارها غافلًا عن الحقيقة، كنتُ أنا للأسف أحدهم، رغم أننى لم أُسئ إلى الأستاذة منى.. وفقط أشدتُ بوعى الفنانة المثقفة (سالوسة)».
واحترامًا للحق، هكذا تقول «ناعوت»، فإننى أعتذرُ عن تشيير البوست الكذوب، وأعتذرُ كثيرًا للصديقة منى، وأشكرها على اتصالها، وإطلاعى على الحقيقة ومنحى الفرصة لتصحيح خطأ جسيم وقعتُ فيه دون قصد، ولا أعفى نفسى من الخطأ، وأرجو من الأحباء الشرفاء تشيير هذا الاعتذار سعيًا للحق وردًّا للاغتياب ومحاربةً للكذب؛ ولكى أتبرأ من ذنب اقترفتُه دون قصد.