بقلم - حمدي رزق
الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، أعلنت بفخر فوز اسم المستشارة الراحلة «تهانى محمد الجبالى» بجائزة الدولة للتفوق فى مجال العلوم الاجتماعية.
إلى روح المستشارة تهانى الجبالى فى الملكوت، جائزة الدولة للتفوق تخليدا لاسمها، استحقاقا بعد شهور من الرحيل، مستحقة تماما، ليتها بيننا لنبارك، اليوم نحن فى غبطة وسرور..
الجائزة ترسمها مجددًا فى أعيننا، المستشارة العظيمة تفوز مجددًا فى معركة الوعى، من اختاروها استبطنوا رسالتها، رسالة عظيمات مصر إلى شعب مصر.
الفرحة تحرك دموع المحبة، وبالدمع جودى يا عين، المستشارة الراحلة سيدة من جذر مصرى صميم، وطنية بالفطرة، مناضلة بالسليقة، لم تخشَ ولم تهادن ولم توالس على منعة وطنها، ولم تزايد على أقرانها المناضلين فى الميادين، ولا كانت يومًا من المفرطين فى مصلحة وطنها، والشهادة فى حب الوطن أسمى أمانينا.. والشهادة لله لو كانت استدعيت لتذود عن الحدود ما تأخرت ثانية.
كطود شامخ وقفت للإخوان الإرهابيين فى عرض الطريق، وظلت على موقفها الوطنى الثابت والرافض حكم المرشد.. حتى لقيت ربها راضية مرضية.. «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ» (الفجر/ 27).
فى يوم ليس ببعيد، شبت مناضلة وطنية على طريق سلكته عظيمات مصر الأُولَيات، يوم اجتمعت قوى البغى والضلال (إخوان وسلفيون والمؤلفة قلوبهم.. والتابعون) لكسر إرادتها، فلم تركع إلا لله، ولم تقف إجلالًا إلا لعَلم وطنها، ولم تُنشد سوى نشيدها القومى.
ما حادت عن الطريق الوطنى قط، ظلت على الطريق المستقيم، لم تنحرف بوصلتها ولم تنجرف تحت زعم كاذب روَّجه المرجفون فى المدينة ليرضى عنهم مرشد الضلال.. لم تحج يومًا خفية إلى مكتب الإرشاد.
كانت مثل الملاك الحارس على ثورة شعب، تنافح وتقاوم، وضحَّت بموقعها، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا فداءَ وطن كاد يختطفه إخوان الشيطان، لولا وقفة عظيمات الشعب، ورجاله، وجيشه، وشرطته، فى وجه الاحتلال الإخوانى الغاصب.. تزول المناصب ويبقى الوطن، وعلى طريقة أجمل أغانى لطفى بوشناق خذوا المناصب والمكاسب لكن خلولى الوطن.
حاولوا كسر إرادتها بفحش الحكى والكذب والضلال والتضليل، فشلوا، وما علق بحذائها كلمة، وكمنوا لاغتيالها بالاعتداء الآثم عليها فى منزلها، فما خشيت، خرجت غاضبة تدك معقل الإخوان فى المقطم، متحدية رئيس الإخوان وجماعة الإخوان فى سدة الحكم.
الله يرحمها، كانت مقاتلة جسورة من طراز رفيع، من عظيمات مصر، كان الإرهابيون يخشونها ويفرون من وجهها، وخشوا أن يقسم رئيسهم القسم الجمهورى (الباطل) فى ظل وجودها بالمحكمة الدستورية (نائبًا لرئيسها)، فتآمروا بليل لإقصائها، وبفعل تآمر أسماء معروفة بخيانتها، خرجت المستشارة مرفوعة الرأس من المحكمة إلى ميدان التحرير ترفع علم مصر، وتهتف بسقوط المرشد، وما تركت فضائية مصرية أو عربية أو أجنبية إلا وأثخنت الإخوان فى معارك مشهودة.
حاول الإخوان إرهابها بسيل من الإهانات والمرويات المكذوبات وتهديد أمنها، وما هانت ولا لانت عريكتها، وصدحت بخيانة الجاسوس الإخوانى وقت تخفى الأفاكون من ثورة الشعب، يبحثون عن مخرج ينقذون به الجاسوس الخائن.
الراحلة العظيمة كانت تعرف خطورة الإخوان على تاريخ مصر جيدًا، طالعت الكتاب باكرًا، لعبة الأمم.. لعبة خطيرة، ولم تأبه لحقد حاقد مأجور، ودافعت عن الرئيس السيسى الذى هو ابن مصر وقائد جيشها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.