تويتر Twitter موقع تواصل اجتماعى أمريكى يقدم خدمة التدوين المصغر، التى تسمح لمستخدميه بإرسال «تغريدات» من شأنها الحصول على إعادة تغريد أو إعجاب المغردين الآخرين، بحد أقصى يبلغ ٢٨٠ حرفًا للرسالة الواحدة.
ردّت المحكمة الفيدرالية لمنطقة «شمال كاليفورنيا» دعوى الرئيس الأمريكى السابق «دونالد ترامب» ضد «تويتر»، والتى طالب فيها باستعادة حساباته على الشبكة الاجتماعية وتعويضه عن هذا الحجب!.
سعى «ترامب» ولايزال، مع عدد من محاميه، إلى تقييد حصانة «تويتر» القانونية فى حال حجبها المحتوى الذى ينشره مستخدموها، مشيرا إلى أن حجب حساباته ومحاولات فرض الرقابة عليه غير دستورى.
وحظر «تويتر» حساب ترامب إلى أجل غير مسمى فى (٨ يناير ٢٠٢١)، بعد يومين من اقتحام مؤيدى الرئاسة مبنى الكونجرس الأمريكى «الكابيتول» فى محاولة لتعطيل الموافقة البرلمانية على فوز الديمقراطى «جو بايدن» فى السباق الانتخابى.
وبررت الشبكة الاجتماعية الشهيرة «تويتر» قرارها آنذاك بأنه لمنع «خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف».
الجملة الأخيرة مفتاحية، مربط الفرس كما يقولون «خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف».. ما بالكم بالحسابات العدائية التى تحرّض على العنف فى مصر!، حسابات عقورة تستهدف كل الآمنين فى المحروسة.. شعبا، جيشا، شرطة، حتى السياحة.. تويتر ومثله فيسبوك، ويوتيوب تمتلئ بهذه الحسابات التحريضية، ولم نسمع عن حظر أو منع أو حتى تحذير!!.
تويتر ساحة صارت «سداح مداح»، حسابات تحوى رسائل ملغومة ومفخخات، وتستهدف شخصيات وتحريضا على القتل وسفك الدماء، فضلًا عن دعوات تكفيرية، وترجمتها «هدر الدماء»، وتلقى ترحيبًا بالنشر.
ليس دفاعًا عن ترامب، ولكنه كمحرض شعبوى «أهوج» مقارنة بهؤلاء المتطرفين العتاة لا وجه للمقارنة والحظر.. إذا كان الحظر واجبًا مستوجبًا لكبح العنف فالأوْلى أن يغربل «تويتر» حساباته التى ينضح بعضها بالكراهية والتحريض على القتل وسفك الدماء.
ليست مخفية عن مديرى تويتر هذه الحسابات، ولكنها تجاهر بالتحريض على العنف، وفى مأمن من الحظر، طالما بعيدة عن الأراضى الأمريكية.. وسُئل جحا: «التحريض فى بلدك يا جحا، رد جحا: مادام بعيد عن بيتى غرد»!!.
التحريض عند «تويتر» محظور إذا مسّ الداخل الأمريكى بسوء، إذا استهدف المصالح الأمريكية فحسب.. ساعتها يتوتر تويتر وينفر إلى الحظر، خلاف ذلك، يغردون، يحرضون.. يولعوا بجاز!.
تخيل.. رئيس الولايات المتحدة الأمريكية قبل عامين محظور على تويتر، وأمراء العنف وكتائبهم الإلكترونية مطلوقون علينا تكفيرًا وتفسيقًا وتحريضًا على سفك الدماء، وتويتر «مش نايم»، كالذئب ينام بنص عين مغمضة عن مثل هذه الحسابات.
لا نسأل عن محددات النشر على تويتر وغيره من وسائل التواصل الاجتماعى، هذا لذر الرماد فى العيون، كم من حسابات عادية تعانى حظرا مؤقتا أو مستداما، ولأسباب واهية، كرد فعل على منشورات تحريضية!.. تويتر «مقدرش على المحرض.. يتشطر على الضحية»، ويتفلسف، هذا المحتوى يخرق سياسات النشر، وهل التحريض فى الحالة المصرية متسق مع «مانيفستو تويتر»؟!.
خلاصته: نهيتك ما انتهيت والطبع فيك غالب.. والنشر فى تويتر ما يتعدل لو حظروا تغريدات ترامب.. الغرض مرض، حتى فى النشر على تويتر!!.