توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا رب تبارك وتزيده

  مصر اليوم -

يا رب تبارك وتزيده

بقلم - حمدي رزق

فقط مَن يتجرأ على المضى قدمًا يستطيع أن يبلغ مبتغاه، حلم الرئيس فى «توشكى» بإنتاج خمسة ملايين طن قمح سنويًّا ممكن، وهل من مزيد (حاليًا إنتاجنا ٣.٥ مليون طن، والتوجيه الرئاسى مستهدف إنتاج ١.٥ مليون طن إضافية وضرورية وعاجلة).

متغزلًا فى الفلاح، غنى عبدالوهاب من كلمات حسين السيد للقمح، «القمح الليلة»، ومنها نقتطف «يا حليوة أرضِك رعيتيها والنظرة منك تحييها/ من شهدِك كنتِ بترويها والخير أهى هلّت مواعيده/ يا رب تبارك وتزيده».

فى القاموس الفلاحى الشفاهى، «الفِلاحة مناحة»، أى تعب وشقاء، ورغم المعاناة وقسوة الظروف، وبالسوابق الرهان على الفلاح المصرى لا يخيب أبدًا.

مفطور على العطاء، وكريم معطاء، وأجود من الريح المرسلة، ووقت الشدة شديد، وعبّر عنه الفلاح العتيد «محمد أبوسويلم» قام بدوره طيب الذكر العظيم «محمود المليجى» فى ملحمة «الأرض لو عطشانة» بمأثورته الخالدة «كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة».

هذه هى الوقفة المطلوبة، وقفة رجالة فى ضهر الدولة المصرية فى ظل أزمة القمح العالمية، قربى لشعب الطيبين، محبة فى أغلى اسم فى الوجود، من أجل رغيف عيش من قمح الأرض الطيبة فى فم طفل من ولاد البلد الطيبة. يقول سبحانه وتعالى: «الَّذِى أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ» (قريش/ ٤).

فرض عين على كل فلاح أصيل وليس فرض كفاية توريد كامل قمحه إلى الحكومة لنكفيها مؤنة الاستيراد المضاعف فى ظل أزمة الأقماح العالمية، وليس هذا وقت متاجرة أو مزايدة، سعر التوريد مناسب، وتقررت علاوتان إضافيتان فى موسم واحد، والحاجة ماسّة إلى التوريد الاختيارى دون اللجوء إلى التوريد الإجبارى.

البلد فى شدة، ولا نملك رفاهية بعثرة المحصول عبر الوسطاء والتجار والاحتكارات الريفية، ليس مهضومًا أن يصل إلى صوامع الحكومة ثلاثة ملايين ونصف المليون طن فقط لا غير، والإنتاج يربو على الضعف، ما يضطر الحكومة إلى استيراد أضعاف هذا الرقم من لحم الحى، وبالدولار واليورو والروبل الروسى والهريفنا الأوكرانية، وأخيرًا بالروبية (العملة الهندية).

الحكومة تترجّى الله فى طن قمح هندى بعد شح القمح الأوكرانى والقمح الروسى جرّاء الحرب، والقمح المحلى ما شاء الله يملأ الحقول، والأحوال الجوية والحمد لله مساعدة على تمام وسرعة النضج، وامْتَلأت السنابل بحبوب الخير، ببركة رب السموات، «فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» (البقرة/ ٢٦١).

هذا ليس وقت التجارة فى الأقماح، لا نملك رفاهية الأيام الخوالى، وأعلم علم اليقين أن الفلاح المصرى صاحب مروءة، وشهامة، وبذل، ونخوة، ولم يتأخر يومًا عن العطاء وبلا حدود، وعرقه مغرّق الغيطان، وقدماه مغروستان فى الطين، وشايل الطين، وطين الترع على كعابه، ولا عمره اشتكى ولا قال آه.

ويأكلها بدُقّة، وحامد ربه وشاكر فضله وكرمه، وأمنيته فى الدنيا سترة البنات، ولقمة هنِيّة، وصلاة الفجر حاضر، وحاضر فى غيطه، ودوامه من الشروق للغروب، ثقة فى فالق الحب والنوى، أن يكرمنا بحصاد يكفينا ذل الاستيراد، وناكلها بدُقّة ولا سؤال اللئيم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا رب تبارك وتزيده يا رب تبارك وتزيده



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon