مقلق أن تصحو من نوم وقبل قهوة الصباح، يطالعك الدكتور «جاد القاضى»، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بأن محطات الشبكة القومية للزلازل سجلت هزة أرضية بقوة (4.53 درجة على مقياس ريختر) على بعد (265 كم شمال غرب مرسى مطروح)، فى تمام الساعة (الرابعة و33 دقيقة و12 ثانية فجر أمس) بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة.
الحمد لله لم يرد للمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ما يفيد بشعور المواطنين بهذه الهزة أو وقوع خسائر فى الأرواح والمنشآت.
بيان يورثك قلقًا، وصار السؤال صاخبًا: «حسيت بالزلزال»، تطالع صفحتك على الفيس فيصدمك حديث الزلزال الخفى، وتويتر متوتر التغريدات، حديث الزلزال يسرى على صدى زلزال «الحوز» فى الشقيقة المغرب.
ظرفاء موقع التواصل الاجتماعى قلبوها سخرية، نكات لطيفة، يسخرون من الزلزال الخفى، ويمزحون، أجمل حاجة فى الشعب المصرى سخريته من الكوارث، ومواجهته للأقدار بقلب طيب، ينشطون سخرية فى الزلازل والبراكين، يعالجون القلق بالسخرية!!
الطيبون يعالجون الخوف بالدعاء، وخير الدعاء فى حالة الزلازل «اللهمَّ يا خفىَّ الألطاف نَجِّنا مما نخاف»، يسمونه «دعاء الزلزلة»، ويحدثك شيخ صالح: «نعم ينبغى ألا نخاف على الحقيقة إلا من الله تعالى، ومع ذلك فإننا نلتجئ إليه لينجينا من الشرور».
ومما نخاف الزَّلْزال، الهَزَّة الأَرْضِيَّة، ظاهرة طبيعية عبارة عن اهتزاز أو سلسلة من الاهتزازات الارتجاجية المتتالية لسطح، تحدث فى وقت لا يتعدى ثوانى معدودة، تنتج عن حركة الصفائح الصخرية فى القشرة الأرضية، ويسمى مركز الزلزال «البؤرة».
يُتبع بارتدادات تدعى أمواجًا زلزالية، وهذا يعود إلى تكسر الصخور وإزاحتها بسبب تراكم إجهادات داخلية للأرض نتيجة لمؤثرات جيولوجية ينجم عنها تحرك الصفائح الصخرية. وينشأ الزلزال كنتيجة لأنشطة البراكين، أو نتيجة لوجود انزلاقات فى طبقات القشرة الأرضية.
تؤدى الزلازل إلى تشقق الأرض ونضوب الينابيع أو ظهور الينابيع الجديدة أو حدوث ارتفاعات وانخفاضات فى القشرة الأرضية، وأيضًا حدوث أمواج عالية تحت سطح البحر (تسونامى).
فضلًا عن آثارها التخريبية للمبانى والمواصلات والمنشآت. الزلازل قد تُحدث خرابًا كبيرًا كما حدث فى وديان مراكش العزيزة.
قلق المصريين له ما يبرره، جربوا وقع الزلزال عام 1992 فى يوم 12 أكتوبر، عند الساعة الثالثة و9 دقائق عصرًا تقريبًا، وكان مركزه السطحى بالقرب من دهشور على بعد 35 كيلومترًا إلى الجنوب الغربى من القاهرة.
استمر الزلزال لمدة نصف دقيقة تقريبًا مما أصاب معظم بيوت شمال مصر، القديمة منها، بتصدعات وبعضها تهدم منه.
مع زلزال الأمس (الزلزال الخفى) يستعيدون الذكريات، وحكاية «أكثم السيد إسماعيل سليمان»، الذى خرج حيًا من تحت الأنقاض، ويتداولون بكثافة فيديو نادرًا: لإنقاذه بعد 82 ساعة تحت الأنقاض.
حكاية أكثم حكاية، اكتشافه جرى بالصدفة أثناء إزالة عمارة الموت فى مصر الجديدة لصاحبتها «كاملة»، والتى سقطت فوق رؤوس سكانها ليفاجأ فريق إزالة الأنقاض بصوت استغاثة خافت عليل بعد أكثر من ثلاثة أيام من انهيار العقار، وبعدما فقدوا الأمل فى العثور على أحياء، وكانت المفاجأة حين عثروا على أكثم بحالة جيدة، بينما ترقد والدته وزوجته وابنته الطفلة جثثًا هامدة بجواره، سبحان الله.
ذكريات عبرت، هكذا حال المصريين وهم يتداولون سيرة الزلزال الخفى، زلزال الأمس الذى لم يشعروا به قطعيًا