توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثورة الناس الطيبين

  مصر اليوم -

ثورة الناس الطيبين

بقلم - حمدي رزق

لم تكن ٣٠ يونيو حلماً حلم به رجل حالم فى ليلة صيفية مقمرة.. وإذا فجأة تحقق الحلم فطفق يهذى فرحاً مسروراً.

٣٠ يونيو ثمرة عمل وطنى شاق، وعرق رجال مالح، ودموع سالت من عيون لم تنم والوطن سليب، ولم يغمض لها جفن والإرادة مختطفة، وجفاها النوم وأرّقها سهاداً وهى تغالب قلقاً وخشية على وطن كان على شفا جرف هار.

عندما تكالبت أكلة الإخوان والتابعين على قصعتها نهمة شرهة متلمّـظة خشى من خشى عالمياً، وخاف من خاف إقليمياً، وارتعد الجبناء فى قعور بيوتهم المظلمة، ولكن المصريين لم يهابوا أكلة ولم يخشوا إخواناً ولم يبيعوا وطنهم بضاعة فى الفسطاط الكبير.

ثورة ٣٠ يونيو ثورة الفقراء والبسطاء والعاديين.. ثورة العمال والفلاحين.. ثورة الناس الطيبين.. ثورة المتعلمين وأنصاف المتعلمين الذين طالعوا كتاب الوطن فقرأوا حروفاً ثلاثة: ميم وصاد وراء، وتغنوا بها، وتزوّدوا من صبرها، واستبطنوا معنى أن يكون لك وطن، ولك أربعة جدران تسترك، ورب ينصرك، وجيش يحميك، ودعاء فى بيوت يُذكر فيها اسمه بحى على الصلاة فى حب الوطن.. وفيه كل الفلاح.

٣٠ يونيو حكاية لم تُكتب بعد، ولم تسجَّل بعد، ولم تُرو بعد، ٣٠ يونيو لا شبيه لها، ولا شية فيها، بيضاء لونها يسرّ الناظرين، ولولاها لهُدمت صوامع وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ الله كَثِيرًا.

خمس سنوات على ثورة شعب، ثورة نقية مبرأة من الهدف والدنس، ثورة شريفة لم تُشتر ولم تُبع فى سوق النخاسة، ثورة ضحّى فيها ناسها ولا يزالون، ولم يتربّح منها أحد، فقط كسب الوطن نفسه واستعاد روحه.. ٣٠ يونيو عودة الروح.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة الناس الطيبين ثورة الناس الطيبين



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon