بقلم - حمدي رزق
صورة مصرية لفت الفضاء الإلكترونى، صورة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، خلال اطمئنانه على مريضة محجبة، على هامش افتتاحه مستشفى «الأنبا تكلا» بالإسكندرية.
الصورة الفريدة تترجم محبة، والمحبة عنوان المسيحية، كما أن الرحمة عنوان الإسلام، وفى مصر تمتزج المحبة بالرحمة لتنتج مثل هذه الصور التى تشع ألقا وترسم صورة مصر الحقيقية فى العيون الجميلة.
البابا تواضروس، بعفوية، يعود مريضة محجبة، فطرته سليمة، يعبر عن المسيحية الحقة التى تقول «إن من يحب الله يحب أخاه أيضا». (يوحنا الأولى ٢١:٤)، وكذا «طهّروا نفوسكم فى طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية عديمة الرياء، فأحبوا بعضكم بعضا من قلب طاهر بشدة». (بطرس الأولى ٤:١).
بابا المصريين يضرب مثلا، لا يتجمل، يعبر عن مكنون نفسه بصفاء، البابا تواضروس لم يذهب إلى صورة مصنوعة (رياء)، كانت ضمن مجموعة من الصور نشرت على صفحة المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلا أن تلك الصورة بالتحديد (كما تقول صحيفة الوطن المصرية)، لاقت تفاعلًا كبيرًا، وجرى تداولها بكثافة على منصات التواصل الاجتماعى تحت عنوان: «هى دى مصر».
الصورة ترسم ملامح الحالة المصرية، حالة خاصة، حالة محبة، حالة نادرة المثال، عميقة المعانى، السيدة المحجبة المريضة تمتن للبابا الطيب، والبابا الحنون يطمئن على صحتها وتوفر الرعاية بها.
فى المحروسة الأصلاء الكرماء لا يفرقون بين مسلم ومسيحى، والمستشفيات بغض النظر عن رسمها، تحتضن الجميع بعنايتها المركزة، المريض عندما يشتد عليه المرض يقصد أقرب مستشفى، لا ينظر إلى اسمه، المسميات فى المحروسة محض مسميات لا تترجم تمييزا.
القمص «إبرام إميل»، الوكيل البابوى فى الإسكندرية الذى رافق البابا تواضروس خلال تلك الزيارة، يروى كواليس تلك الصورة: «البابا حرص على زيارة المرضى فى المستشفى، مسيحيين ومسلمين، ودعا لهم بالشفاء وتمنى لهم الصحة الجيدة، وسألهم عن أى احتياجات يمكن تقديمها لهم، والردود كانت كلها امتنان وشكر، وهو ما ظهر جليًا فى الصور التى عكست تلك المحبة».
المسلمون يثقون فى المستشفيات المسيحية، ويتوافدون عليها، ويجدون الرعاية والعناية، المستشفيات المسيحية بين ظهرانينا لا تستهدف ربحا، وكذا يفضل بعضهم المدارس المسيحية لما تقدمه من علوم نافعة واهتمام عميق بالتربية.
رؤية البابا تواضروس فى القطاع الطبى الكنسى تتمثل فى خدمة المجتمع بكل طوائفه بكفاءة طبية عالية المستوى، وبأسعار فى متناول الجميع، خدمة مجتمعية.
البابا يقدم المحبة مسرورا، والمحبة نعمة واللى يكرهها يعمى، المحبة نعمة مش خطية، وكما قال طيب الذكر «مرسى جميل عزيز» بصوت كوكب الشرق أم كلثوم، «قولها للطير للشجر للناس لكل الدنيا/ قول الحب نعمة مش خطية/ الله محبة/ الخير محبة/ النور محبة/ يا رب تفضل حلاوة سلام أول لقا فى إيدينا/ وفرح أول ميعاد منقاد شموع حوالينا/ ويفوت علينا الزمان يفرش أمانه علينا.. يارب».