بقلم - حمدي رزق
«مش هقول مسلم ومسيحى، لأننا فى مصر تجاوزناها، فكلنا مصريون، وكل ما نفعله خلال السنوات الماضية يؤكد أننا كلنا مثل بعض ولا تمييز بيننا..». (مقتطف معتبر من حديث الرئيس السيسى فى أرض الخير «توشكى»).
سَعى الرئيس فى «توشكى» ساعِيا نحو تضييق الفجوة الغذائية، من الموجبات الاقتصادية الملحة، وَيَسْعَى حثيثا لبذَرَ بذور المواطنة فى الأرض الطيبة، سَعى حميد، من الموجبات التأسيسية للجمهورية الجديدة.
المواطنة كفكرة راسخة فى أعماق الرئيس، متجذرة فى ضميره الإنسانى، فى منطوقه (أعلاه) لا فارق بين المصريين، مسلمين ومسيحيين، وحرية المعتقد فى معتقده عقيدة، ويضرب نموذجا ومثالا حيا فى أقواله وأفعاله المعيشة، لن نعدد الأمثلة، ظاهرة للعيان، والطيبون يلمسونها، ويعيشونها، ويغتبطون بها.
على درب الرئيس تسير المراجع الدينية الرسمية سيرا حسنا، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى حديثه الأخير، ضرب مثلا مضيئا فى السماحة والتحضر الإنسانى، ومفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام يؤسس لفقه الدولة الوطنية، ووزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة على الدرب المضىء قدما يسير.
تشبيك المراجع السياسية العليا، والمراجع الدينية السمحة، والمرجعيات المدنية المعتبرة ذات الإرث المدنى العريق، يبشر بفجر المواطنة فى الجمهورية الجديدة.
مستوجب «هش» الغربان والحدادى الناعقة بالطائفية من على شجر الوطن، وكبحهم أقوالا وأفعالا بالقانون، والقانون وجاءٌ ووقاية من شرورهم، اللـهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
معلوم، إذا أقبلت الفتنة عرفها العقلاء وإذا أحرقت عرفها السفهاء، لم يعد للسفهاء، صغارهم وشرارهم، موطئ قدم، قطعت أرجلهم، ليس لهم مكان فى جمهورية المواطنة، ومن لم يَرْعَوِ لأدبيات العيش الكريم المشترك، فالعقاب المجتمعى سيحيق بهم عاجلا غير آجل، الوطن لا يحتمل أمثالهم، وأتباعهم، سيجرفهم موج المواطنة، النهر الجارى يغسل أدران الخطايا والرزايا.
لن يخيب عامة المصريين الظن، وسيل التهانى سينهمر على إخوتنا فى عيد القيامة المجيد، يروى الأرض العطشى إلى المواطنة، ستعود خصبة تنمو فيها بذور المحبة المطمورة فى ضمائر المصريين.
أتمناه عيدا سعيدا على عموم المصريين، العيد هذا العام المبارك عيدان، عيد القيامة وعيد الفطر، شراكة إنسانية فى الصيام، شعب يصوم جميعه ويفطر فى آن، ويفرح بالعيد، ويلبس جديد، هدوم العافية، سبحانه جمع الأعياد لتكون عبرة وعظة للطيبين.
من يحب الله يحب غيره فى الله، ويسعى إليه مهنئا، مباركا، ولو بمكالمة هاتفية، برسالة نصية، بخطوة، لا تبخلوا بالمحبة، وسارعوا إلى الخيرات، بالمحبة تزيد محبة، والمحبة لا تكلف مشقة.
المحبة نعمة واللى يكرهها يعمى، نعمة مش خطية، وكما قال طيب الذكر «مرسى جميل عزيز» بصوت كوكب الشرق أم كلثوم، «قولها للطير للشجر للناس لكل الدنيا/ قول الحب نعمة مش خطية/ الله محبة/ الخير محبة/ النور محبة/ يا رب تفضل حلاوة سلام أول لقا فى إيدينا/ وفرح أول ميعاد منقاد شموع حوالينا/ ويفوت علينا الزمان يفرش أمانه علينا.. يارب».