توقيت القاهرة المحلي 13:59:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسرق.. وبعدين أتصالح!!

  مصر اليوم -

أسرق وبعدين أتصالح

بقلم - حمدي رزق

لفتنى حتى الدهشة، رد «ممدوح حماد»، وكيل وزارة التموين بأسيوط، على قضية «الردة» بقوله: «التجار قاموا بدفع فرق سعر الردة، وانتهى الأمر بالتصالح دون توجيه أى اتهامات»!!

بالمناسبة فرق السعر (فقط 2 مليون و800 ألف جنيه)، دفعها المتهمون على داير جنيه راضين مغتبطين على داير ملين، تصالحوا، الصلح خير، وتم إخلاء سبيلهم!!

أفهم التصالح فى قضية مبانٍ بالمخالفة، لكن فى فساد مثبت، واعترف به المتهمون، ودفعوا الفرق، اللهم لا اعتراض.. حاجة ترفع الضغط والسكر ومنسوب كل الأمراض المزمنة والسارية.

يقينًا وفق القانون، قانون زينب، أسرق وبعدين أتصالح، والسؤال: هل يعود الفاسدون المتصالحون (ورأسهم وكيل وزارة التموين.. وموظفون آخرون) إلى مواقعهم الوظيفية التى مارسوا فيها الفساد.. أخشى عودة، واللى فيه داء!

منسوب لوكيل الوزارة الصالح (المتصالح) تزوير فواتير صرف الردة الخشنة المنسوب صدورها لشركة «مطاحن مصر الوسطى»، وصرفها بأن أثبت بالفواتير استحقاق هؤلاء الأشخاص الوهميين لصرف تلك الكميات من الردة الخشنة على خلاف الحقيقة.

وعليه، تم تربيح المستلمين لتلك الكميات (3 تجار)، فارق السعر الرسمى الخاص بشركة مطاحن مصر الوسطى، والسعر السائد فى السوق السوداء، وبلغت قيمة الربح الذى حصل عليه هؤلاء التجار 2 مليون و216 ألفًا و870 جنيهًا.

وقائع القضية تشى بفساد رسمى نظمى، وفى الأخير تصالح، وإخلاء سبيل، ويا دار ما دخلك شر، وزة شيطان، حتى وكيل الوزارة صالح ومتصالح ومصلى على السجادة.. من حقه فرصة أخرى للفساد، قضية واحدة لا تكفى لعزله من الوظيفة.

قضية تموين أسيوط أخشى نموذجا للفساد متناهى الصغر، وهذا بيت القصيد، تقرأ عجبًا، وقائع منشورة بالأرقام تؤشر على أن الفساد صار منهجًا، والاحتيال أسلوب حياة، لم يرحموا الغلابة، حتى الردة لم تفلت من بين أسنانهم الصفراء، قانون التصالح يمنحهم فرصة جديدة لممارسة الفساد.

فساد عجيب، فساد حتى النخاع، فساد ممنهج، هذا عصر الفساد متناهى الصغر، القضية تؤشر إلى حجم الفساد الذى بات عليه نفر من صغار كبار المؤتمنين على المال العام، الفساد الكبير يخلف فسادًا على كل المستويات.

الحقيقة الماثلة أن عصب الدولة، الجهاز الإدارى، فسد من زمن، الفساد طال الجذر، جذر الشجرة فسد، مثل هذه الشجرة الفاسدة لن تطرح إلا فسادًا، الفساد الصغير فى تكراريته يشكل فسادًا عامًا، أخشى على هذه الدولة من سوسة الفساد تنخر فى عظامها.

قانون المصلحة يحكم، تعرف يعنى إيه مصلحة، كلٌّ يقضى مصلحة، يقضى وطرًا، يخلص مصلحته، والدرج مفتوح، وعليه فاسدون مقيمون، الفساد صار سُنة مرعية، البعض يُفسد الكل، كقفص الطماطم، آفة حارتنا الفساد.

تحفظًا.. هناك شرفاء يؤدون واجبهم ويرعون ضمائرهم ويتقون الله فى المال العام، ولا يأكلون حرامًا ويخشون على أولادهم الحرام، يأكلونها بدقة وعيش ناشف ولا يقربون الحرام، ولكنهم صاروا أقلية، الفساد يستشرى، يتوغل فى الوحدات القاعدية، فى الوزارات الخدمية، وفى هذا حكايات يومية ومحزنة تُروى على كل لسان، آخرها التصالح مع الفساد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرق وبعدين أتصالح أسرق وبعدين أتصالح



GMT 02:27 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

سر القادة: ديغول وبيتان

GMT 03:21 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

أن تكون رئيسًا للتحرير

GMT 03:19 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

9 يونيو.. الاستثناء

GMT 02:50 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

لا يختلف طوفان السياسة عن طوفان الطبيعة

GMT 04:20 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

النسخةُ الأجملُ.. منك!

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى
  مصر اليوم - نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 11:17 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا
  مصر اليوم - رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 23:37 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 21:04 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

فيسبوك يوسع نطاق خدمة الأخبار المحلية

GMT 03:12 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

عمرو عمارة يعلن عن أسباب تسوس الأسنان

GMT 11:40 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

"زيزو" ينفي وجود أي مفاوضات للتجديد للبدري

GMT 09:34 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

الألواح الملوّنة يمكنها توفير %20 من الطاقة للمباني

GMT 13:43 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

فلكي مصري يتنبأ بنتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة

GMT 04:16 2016 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

إيساف ومحمد رشاد يكشفان جديدهما في "سنة تانية غنا"

GMT 02:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عقار جديد لفقدان الوزن بنفس فعالية حمية أتكينز

GMT 07:55 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن محور الحفلة الدولية لـ " Met Gala "

GMT 07:39 2022 السبت ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يتابع كولر بحضوره المران للأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon