توقيت القاهرة المحلي 15:56:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسرق.. وبعدين أتصالح!!

  مصر اليوم -

أسرق وبعدين أتصالح

بقلم - حمدي رزق

لفتنى حتى الدهشة، رد «ممدوح حماد»، وكيل وزارة التموين بأسيوط، على قضية «الردة» بقوله: «التجار قاموا بدفع فرق سعر الردة، وانتهى الأمر بالتصالح دون توجيه أى اتهامات»!!

بالمناسبة فرق السعر (فقط 2 مليون و800 ألف جنيه)، دفعها المتهمون على داير جنيه راضين مغتبطين على داير ملين، تصالحوا، الصلح خير، وتم إخلاء سبيلهم!!

أفهم التصالح فى قضية مبانٍ بالمخالفة، لكن فى فساد مثبت، واعترف به المتهمون، ودفعوا الفرق، اللهم لا اعتراض.. حاجة ترفع الضغط والسكر ومنسوب كل الأمراض المزمنة والسارية.

يقينًا وفق القانون، قانون زينب، أسرق وبعدين أتصالح، والسؤال: هل يعود الفاسدون المتصالحون (ورأسهم وكيل وزارة التموين.. وموظفون آخرون) إلى مواقعهم الوظيفية التى مارسوا فيها الفساد.. أخشى عودة، واللى فيه داء!

منسوب لوكيل الوزارة الصالح (المتصالح) تزوير فواتير صرف الردة الخشنة المنسوب صدورها لشركة «مطاحن مصر الوسطى»، وصرفها بأن أثبت بالفواتير استحقاق هؤلاء الأشخاص الوهميين لصرف تلك الكميات من الردة الخشنة على خلاف الحقيقة.

وعليه، تم تربيح المستلمين لتلك الكميات (3 تجار)، فارق السعر الرسمى الخاص بشركة مطاحن مصر الوسطى، والسعر السائد فى السوق السوداء، وبلغت قيمة الربح الذى حصل عليه هؤلاء التجار 2 مليون و216 ألفًا و870 جنيهًا.

وقائع القضية تشى بفساد رسمى نظمى، وفى الأخير تصالح، وإخلاء سبيل، ويا دار ما دخلك شر، وزة شيطان، حتى وكيل الوزارة صالح ومتصالح ومصلى على السجادة.. من حقه فرصة أخرى للفساد، قضية واحدة لا تكفى لعزله من الوظيفة.

قضية تموين أسيوط أخشى نموذجا للفساد متناهى الصغر، وهذا بيت القصيد، تقرأ عجبًا، وقائع منشورة بالأرقام تؤشر على أن الفساد صار منهجًا، والاحتيال أسلوب حياة، لم يرحموا الغلابة، حتى الردة لم تفلت من بين أسنانهم الصفراء، قانون التصالح يمنحهم فرصة جديدة لممارسة الفساد.

فساد عجيب، فساد حتى النخاع، فساد ممنهج، هذا عصر الفساد متناهى الصغر، القضية تؤشر إلى حجم الفساد الذى بات عليه نفر من صغار كبار المؤتمنين على المال العام، الفساد الكبير يخلف فسادًا على كل المستويات.

الحقيقة الماثلة أن عصب الدولة، الجهاز الإدارى، فسد من زمن، الفساد طال الجذر، جذر الشجرة فسد، مثل هذه الشجرة الفاسدة لن تطرح إلا فسادًا، الفساد الصغير فى تكراريته يشكل فسادًا عامًا، أخشى على هذه الدولة من سوسة الفساد تنخر فى عظامها.

قانون المصلحة يحكم، تعرف يعنى إيه مصلحة، كلٌّ يقضى مصلحة، يقضى وطرًا، يخلص مصلحته، والدرج مفتوح، وعليه فاسدون مقيمون، الفساد صار سُنة مرعية، البعض يُفسد الكل، كقفص الطماطم، آفة حارتنا الفساد.

تحفظًا.. هناك شرفاء يؤدون واجبهم ويرعون ضمائرهم ويتقون الله فى المال العام، ولا يأكلون حرامًا ويخشون على أولادهم الحرام، يأكلونها بدقة وعيش ناشف ولا يقربون الحرام، ولكنهم صاروا أقلية، الفساد يستشرى، يتوغل فى الوحدات القاعدية، فى الوزارات الخدمية، وفى هذا حكايات يومية ومحزنة تُروى على كل لسان، آخرها التصالح مع الفساد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرق وبعدين أتصالح أسرق وبعدين أتصالح



GMT 02:27 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

سر القادة: ديغول وبيتان

GMT 03:21 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

أن تكون رئيسًا للتحرير

GMT 03:19 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

9 يونيو.. الاستثناء

GMT 02:50 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

لا يختلف طوفان السياسة عن طوفان الطبيعة

GMT 04:20 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

النسخةُ الأجملُ.. منك!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 13:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته
  مصر اليوم - تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon