توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسرق.. وبعدين أتصالح!!

  مصر اليوم -

أسرق وبعدين أتصالح

بقلم - حمدي رزق

لفتنى حتى الدهشة، رد «ممدوح حماد»، وكيل وزارة التموين بأسيوط، على قضية «الردة» بقوله: «التجار قاموا بدفع فرق سعر الردة، وانتهى الأمر بالتصالح دون توجيه أى اتهامات»!!

بالمناسبة فرق السعر (فقط 2 مليون و800 ألف جنيه)، دفعها المتهمون على داير جنيه راضين مغتبطين على داير ملين، تصالحوا، الصلح خير، وتم إخلاء سبيلهم!!

أفهم التصالح فى قضية مبانٍ بالمخالفة، لكن فى فساد مثبت، واعترف به المتهمون، ودفعوا الفرق، اللهم لا اعتراض.. حاجة ترفع الضغط والسكر ومنسوب كل الأمراض المزمنة والسارية.

يقينًا وفق القانون، قانون زينب، أسرق وبعدين أتصالح، والسؤال: هل يعود الفاسدون المتصالحون (ورأسهم وكيل وزارة التموين.. وموظفون آخرون) إلى مواقعهم الوظيفية التى مارسوا فيها الفساد.. أخشى عودة، واللى فيه داء!

منسوب لوكيل الوزارة الصالح (المتصالح) تزوير فواتير صرف الردة الخشنة المنسوب صدورها لشركة «مطاحن مصر الوسطى»، وصرفها بأن أثبت بالفواتير استحقاق هؤلاء الأشخاص الوهميين لصرف تلك الكميات من الردة الخشنة على خلاف الحقيقة.

وعليه، تم تربيح المستلمين لتلك الكميات (3 تجار)، فارق السعر الرسمى الخاص بشركة مطاحن مصر الوسطى، والسعر السائد فى السوق السوداء، وبلغت قيمة الربح الذى حصل عليه هؤلاء التجار 2 مليون و216 ألفًا و870 جنيهًا.

وقائع القضية تشى بفساد رسمى نظمى، وفى الأخير تصالح، وإخلاء سبيل، ويا دار ما دخلك شر، وزة شيطان، حتى وكيل الوزارة صالح ومتصالح ومصلى على السجادة.. من حقه فرصة أخرى للفساد، قضية واحدة لا تكفى لعزله من الوظيفة.

قضية تموين أسيوط أخشى نموذجا للفساد متناهى الصغر، وهذا بيت القصيد، تقرأ عجبًا، وقائع منشورة بالأرقام تؤشر على أن الفساد صار منهجًا، والاحتيال أسلوب حياة، لم يرحموا الغلابة، حتى الردة لم تفلت من بين أسنانهم الصفراء، قانون التصالح يمنحهم فرصة جديدة لممارسة الفساد.

فساد عجيب، فساد حتى النخاع، فساد ممنهج، هذا عصر الفساد متناهى الصغر، القضية تؤشر إلى حجم الفساد الذى بات عليه نفر من صغار كبار المؤتمنين على المال العام، الفساد الكبير يخلف فسادًا على كل المستويات.

الحقيقة الماثلة أن عصب الدولة، الجهاز الإدارى، فسد من زمن، الفساد طال الجذر، جذر الشجرة فسد، مثل هذه الشجرة الفاسدة لن تطرح إلا فسادًا، الفساد الصغير فى تكراريته يشكل فسادًا عامًا، أخشى على هذه الدولة من سوسة الفساد تنخر فى عظامها.

قانون المصلحة يحكم، تعرف يعنى إيه مصلحة، كلٌّ يقضى مصلحة، يقضى وطرًا، يخلص مصلحته، والدرج مفتوح، وعليه فاسدون مقيمون، الفساد صار سُنة مرعية، البعض يُفسد الكل، كقفص الطماطم، آفة حارتنا الفساد.

تحفظًا.. هناك شرفاء يؤدون واجبهم ويرعون ضمائرهم ويتقون الله فى المال العام، ولا يأكلون حرامًا ويخشون على أولادهم الحرام، يأكلونها بدقة وعيش ناشف ولا يقربون الحرام، ولكنهم صاروا أقلية، الفساد يستشرى، يتوغل فى الوحدات القاعدية، فى الوزارات الخدمية، وفى هذا حكايات يومية ومحزنة تُروى على كل لسان، آخرها التصالح مع الفساد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرق وبعدين أتصالح أسرق وبعدين أتصالح



GMT 02:27 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

سر القادة: ديغول وبيتان

GMT 03:21 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

أن تكون رئيسًا للتحرير

GMT 03:19 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

9 يونيو.. الاستثناء

GMT 02:50 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

لا يختلف طوفان السياسة عن طوفان الطبيعة

GMT 04:20 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

النسخةُ الأجملُ.. منك!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon