توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زكاة الفطر نقدًا

  مصر اليوم -

زكاة الفطر نقدًا

بقلم - حمدي رزق

حددت دار الإفتاء قيمة زكاة الفطر بـ35 جنيهًا حدًّا أدنى، أما الفدية فحددتها «الإفتاء» بـ30 جنيهًا حدًّا أدنى عن اليوم الواحد لمَن يعجز عن الصيام لسبب شرعى مستمر ومعتبر.

مفتى الجمهورية، الدكتور «شوقى علام»، يخبرنا بجواز إخراج زكاة الفطر نقدًّا، إن الأمر فيه سعة، ويجب أن نرى ما يحتاجه الواقع ونطبقه، والواقع يقول إن الناس في حاجة إلى المال أكثر مما سواه. رأى فضيلته لا يعجب السلفيين والتابعين، لا يزالون مُصِرِّين على التضييق على الطيبين بالتشديد على إخراج زكاة الفطر قمحًا وشعيرًا وتمورًا، ويفتون بإمكان إخراجها (تجاوزًا) بقوليات، «فول وفاصوليا وأرز... وغيرها».

ولا يأبهون بنقص الأقماح والبقوليات في الأسواق، وبعمدية خلو من المقاصدية العليا لإخراج الزكاة، يسهمون في إحداث ربكة في الأسواق من فرط السحب على المكشوف من المخزون الحرج من السلع الغذائية.

والسؤال، ماذا يفعل الميسور، هل يتكالب على شراء أجولة القمح ليكيلها زكوات، أنى له هذا في سياق حياة حديثة؟!.

وماذا يفعل الفقير في الحضر بصاع قمح أو شعير، هل يطحنها في الخلاط ويخبزها أرغفة في فرن البوتاجاز مثلًا؟، أخشى أنه سيجمعها في جوال، ويُعيد بيعها في الأسواق بأبخس الأسعار، ما يترجم خسارة محققة من زكاة مقدَّرة، فلا هو استفاد منها ولا تمتع مَن أخرجها بثمرة زكاته.

خلاصته، ولا ندَّعِى علمًا، لكنه فقه الواقع، إخراج زكاة الفطر نقدًا في زماننا هذا أنفع للفقير، ومراعاة مصلحة الفقير معتبرة شرعًا ومن فقه المقاصد، ولا إنكار على مَن أخرجها قوتًا، وإن ترجح إخراج النقد لسعة تصرف الفقير فيه. حاجة الفقراء إلى المال مُلِحّة، أكثر إلحاحًا من صاع قمح أو صاع شعير أو صاع تمر، هذه حاجة الطيبين في صدر الإسلام، وحتى هذه الأنواع من الزكوات اجتهد فيها الصحابة في حضرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، والحاجات تغيرت وتبدلت مع مرور القرون.

يُروى عن معاذ، رضى الله عنه، أنه قال لأهل اليمن: «ائتونى بخميس أو لبيس آخذه منكم مكان الصدقة، فإنه أهون عليكم وخير للمهاجرين بالمدينة»، وفى رواية: «ائتونى بعرَض ثياب آخذه منكم مكان الذرة والشعير...».

وأهل اليمن كانوا مشهورين بصناعة الثياب ونسجها، فدفعها أيسر عليهم، على حين كان أهل المدينة في حاجة إليها، وقول معاذ الذي اشتهر، فرواه «طاووس»، (فقيه اليمن وإمامها في عصر التابعين)، يدلنا على أنه لم يفهم (معاذ) من قوله، صلى الله عليه وسلم، «خذ الحب من الحب» أنه إلزام بأخذ العين، ولكن لأنه هو الذي يطالب به أرباب الأموال، والقيمة إنما تؤخذ باختيارهم، وإنما عيّن تلك الأجناس في الزكاة تسهيلًا على أرباب الأموال لأن كل ذا مال إنما يسهل عليه الإخراج من نوع المال الذي عنده، كما جاء في بعض الآثار، أنه عليه السلام، جعل الدية على أهل الحلل حللًا، والدية عند الفقهاء مال يجب في الجناية على النفس أو ما دونها، ويجوز إخراجها من ثلاثة أجناس: الإبل والذهب والفضة، لاختلاف الناس في ذلك... والزكاة نقد بالقياس، والله أعلم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زكاة الفطر نقدًا زكاة الفطر نقدًا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon