توقيت القاهرة المحلي 16:04:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النقيب رجائى عطية مات بروب المحاماة

  مصر اليوم -

النقيب رجائى عطية مات بروب المحاماة

بقلم - حمدي رزق

سنة ثقيلة الوطأة، لمّا ينصرم ربعها الأول بعد، وأورثنا حزنًا مقيمًا، نفقد جواهر التاج تباعًا، نُعزِّى أنفسنا كل صباح، وفى المساء كف عزاء ونتواصَى بالصبر، والبقية فى حياتكم، على أمل اللقاء، مع خشية الفراق، محدش ضامن عمره.

صورة نقيب المحامين، الأستاذ «رجائى عطية» فى قاعة المحكمة، مغشيًا عليه قبل أن يفارق الحياة، جد مؤلمة، قاسية، ولكنها مهيبة، فارق الحياة بروب المحاماة، مرتديًا أشرف ثوب، يا لها من مهمة جليلة تليق بأصحاب القامات الرفيعة.

طيب الذكر من سلسال من القامات القانونية السامقة، من جواهر تاج المحاماة، كان بليغًا فى الحق الذى يعتقده، جسورًا فى الدفاع حتى عن خصومه، أخلص فى مهنة الدفاع عن الحق، دون مَنٍّ وَلَا أَذًى، نموذج ومثال فى التعفف وقت الشدة التى تلم ببعض الناس.

طيب الذكر كان مُقدَّرًا ومحترمًا ومسلكه مسلك الكبار، فى وقت تصاغر نفر بغيض طالبًا الملايين مقدمًا من بعض مَن جنَت عليهم البلاغات الكيدية، ويشترط سداد الأتعاب قبلًا، ومضاعفة، فى استباحة ذميمة لضعف يعترى مَن يلجأ إليه طالبًا العون.

كان عفوفًا متعلقًا عن ولوج مثل هذه القضايا المؤلمة، ورغم صلاته وعلاقاته الوثيقة بكثير من رجال المال والأعمال، الذين يلجأون إليه عادة، وبعضهم تعرض لملاحقات بعد أحداث يناير، لكنه أبدًا لم يتاجر بهم قط، ولم يقرب مالهم قط، وإذا تيسّر الدفاع عن البعض، كان كريمًا قدر المستطاع.

رحمة الله عليه، كان وطنيًا بامتياز، هصورًا فى الدفاع عن وطنه، ومواقفه قبيل وأثناء ٣٠ يونيو يحتفظ بها الأرشيف الإلكترونى لمَن يريد التعلم من وطنية الأستاذ النقيب.

عن قرب، ووصفًا، كان كالحصان المصرى الأصيل، منخاره فى السماء، كبير المقام، وصاحب موقف، ولا يتأخر عن الغوث، وإذا حادثتَه يُسمعك من عيون أدب المحاماة، كان بليغًا، مضروبًا باللغة العربية الفصحى، ذا ثقافة قانونية عميقة، متفقهًا فى علوم الدين، ما رشحه لعضوية مستدامة فى مجمع البحوث الاسلامية، مكانة وعلمًا، رحمة الله عليه.

أوراق الشجرة العتيقة على شط المحروسة تتساقط أمام ناظرينا، سبحان مَن له الدوام، أنظر إلى أجندتى المتواضعة، أسماء كبيرة ترحل تباعًا، قامات ترحل، وقيم تذوى، و«ما يبقى على المداود غير شر البشر».

بِتُّ أخشى فقدًا، هكذا تواليًا، يرحل مَن عبّدوا لنا الطريق ممهدًا لنسير فى الحياة تظللنا سحابات، ظل قامات تقينا حرور طريق الحياة.

تذكرت النقيب الكبير طيب الذكر الأستاذ «مكرم محمد أحمد» مع خبر وفاة النقيب «رجائى عطية». كانا لا يفترقان، يحملان نفس الجينات، الأصالة، الكبرياء، لم أستغرب صداقتهما، باكرًا عرفت لماذا كانا صديقين حميمين. معلوم أن المرء على دين خليله، وكانا خليلين، ويومًا قال لى النقيب «مكرم»: «رجائى عطية أبدًا لا يُخلف وعده».

المرحوم الكريم «رجائى عطية» كان على موعد فى السماء، لحق بنور عينيه، كريمته، المغفور لها، «هالة»، تقَبَّل العزاء وهو مفطور، ما أثقل قلبه، بات وهو حزين على أمل اللقاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النقيب رجائى عطية مات بروب المحاماة النقيب رجائى عطية مات بروب المحاماة



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
  مصر اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 08:16 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
  مصر اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:41 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لبلبة تكشف عن الشخصية الوحيدة التي تشبهها في أفلامها
  مصر اليوم - لبلبة تكشف عن الشخصية الوحيدة التي تشبهها في أفلامها

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon