بقلم - حمدي رزق
وفى بداية الفيديو، ظهرت مروحية أنزلت عددًا من المسلحين مقنعين على متن السفينة، توجّهوا إلى غرفة قبطان السفينة، ثم أجبروا الطاقم على رفع أيديهم.
كأنه فيلم هوليوودى.. فى لقطات أخرى، سحبت قوارب تابعة لجماعة الحوثى السفينة وعليها العَلَمان الفلسطينى واليمنى إلى أحد موانئ اليمن المطلة على البحر الأحمر (المصرى اليوم).
مقطع الفيديو الذى بثته جماعة أنصار الله «الحوثيون» فى اليمن، ويوثّق السيطرة على السفينة «جالاكسى ليدر» فى عرض البحر الأحمر، يحيلك مباشرة إلى أحداث فيلم (Captain Phillips).
«القبطان فيليبس» فيلم حركة وإثارة أمريكى إنتاج ٢٠١٣، يروى عملية اختطاف سفينة الشحن «ميرسك ألاباما».
قصة حقيقية وسيرة ذاتية للقبطان ريتشارد فيليبس (توم هانكس) الذى استولى قراصنة صوماليون على سفينته بقيادة قائدهم عبدالولى موسى فى ٢٠٠٩.
خلاصة الفيلم الأمريكى (Captain Phillips) تقول إنه خلال ٢٠٠ عام لم يجرؤ قرصان على الانقضاض على أى سفينةٍ تحمل علمًا أمريكيًا، لكن فى عام ٢٠٠٩، تجرأت مجموعة من القراصنة الصوماليين وشنوا الهجوم على السفينة (ميرسك ألاباما) المحملة بالأسلحة الثقيلة.. وفى نهاية الفيلم، يُطلق الجيش الأمريكى أكبر عملية لإنقاذ طاقم السفينة فى استعراض هوليوودى للقوة الأمريكية.
دعك من هوليوود وأفلامها الخيالية.. بعد عقد كامل، إزاء قصة حقيقية، فيلم الحوثى تجاوز الخيال، لم تتكشف بعدْ تفاصيل وأحداث الفيلم المثير، وعند تكشفها ستصلح فيلمًا هوليووديًا ذائعًا، لا سيما أن العالم كله شاهد العملية فى عرض البحر رأى عين.
فيديو توثيقى للعملية، نقلة مربكة فى إحداثيات حرب غزة تنقلها إلى عرض البحر، وهناك تهديدات بعمليات حوثية مماثلة، ما يخلط الحسابات تماما، ويفتح جبهة عريضة بعرض البحر الأحمر، ما يستوجب تحركًا عالميًا سريعًا للجم الحرب على غزة التى باتت تهدد المنطقة بأسرها بحرب عالمية.
الإسرائيليون نفضوا أيديهم من اللحظة الأولى، ليس لهم فيها رهائن، لكن عملية الحوثى لن تمر مرور الكرام على الأمريكان وهم من نفروا إلى بحار المنطقة بجواهر التاج فى الأساطيل البحرية الأمريكية، وأخذوا على عاتقهم تأمين المرور البحرى ما بين البحرين الأحمر والأبيض، وكذا الخليج العربى لتأمين الملاحة البحرية والتصدى لمسيرات الجو والصواريخ العابرة.
خطف السفينة «جالاكسى ليدر» سيقلب موازين الحرب، لا سيما أن السفينة المخطوفة وإن كانت ملكية خاصة لملاك إسرائيليين (كما نشر)، إلا أن طاقمها يابانى، وهكذا دخلت اليابان على الخط، وسيدخل أقطاب كثيرون لحماية الملاحة فى المنطقة الساخنة.
الخشية من اتساع رقعة حرب غزة باتت شبحًا يهدد المنطقة بأسرها.. وهذا ما توقعته القاهرة باكرًا وحذر منه الرئيس السيسى مرارًا وتكرارًا، ولكن الرئيس الأمريكى «جو بايدن»، كما قال أمير الشعراء «أحمد شوقى» (أثر البهتان فيه/ وانطلى الزور عليه.. يا له من ببغاء/ عقله فى أذنيه)، وسلم أذنيه لمجرم حرب كذوب اسمه نتنياهو.