حديث الحيتان يسرى، يقول «هانى أمان»، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب للشركة الشرقية للدخان، ما نصه: «أزمة السجائر أساسها التجار الحيتان غير المسجلين لدى الشركة، وتداول منتجات الشركة لدى الحيتان ليس من اختصاصنا، ومكاسب الحيتان «تجار السوق السوداء» وصلت إلى ١٥٠ مليون جنيه يوميًا!!. (مقتطف من برنامج على مسؤوليتى/ أحمد موسى/ صدى البلد).
أمان ياربى أمان، سؤال لم يجب عنه السيد أمان رغم ظهوراته الفضائية الكثيفة: هل الحيتان تلد أم تبيض؟!.
تكاثر الحيتان، وتوحشها في سوق الدخان خليق بالإجابة عن السؤال، لو حيتان السجائر تبيض نكسر بيضها تواليا، ولو تلد مستوجب تعقيمها بالقانون، لكن تركها هكذا لحالها تتكاثر كالوباء يخل بطبيعة السوق، التوازن البيولوجى في السوق كما في الطبيعة ضرورة مستوحية.
مشكورة الشركة الشرقية تجتهد وتنتج وتشترى الدخان بالدولار، وتربح مليارات، وتدفع الضرائب، والحيتان يبتلعون الإنتاج، ويتحكمون في الأسواق، ويضاربون في الأسعار، ولا تعرف الضرائب لهم طريقا.. والمستهلك يدفع الثمن من مزاجه أضعافًا مضاعفة!!.
الحيتان في البحار نوعان الأزرق والأبيض، نفس ألوان علب السجائر، أزرق وأبيض، مصادفة لطيفة، لا تسل ما لونها بعد ذلك، تتخفى حيتان السجائر في ألوان عجيبة، قادرة على التخفى والاختفاء!!.
معلوم، الحيتان تتحرك في المياه العميقة عبر تحريك ذيلها الشبيه بالمجاديف بقوة لأعلى ولأسفل، مستخدمة أطرافها الأمامية للمناورة، وحيتان السجائر تعيش في مياه الأزمات العميقة، وتضرب بقوة، وتناور، صعب الإمساك بحيتان السجائر تسبح بعيدا عن أعين مباحث التموين، من ذا الذي يرصد الحيتان الشرسة بأجهزة استشعارها المتطورة؟!.
في علم البحار تشتهر الحيتان بذكائها العالى وسلوكها المعقد، وحجمها الهائل مثل الحوت الأزرق، أكبر حيوان معروف على الأرض.
حيتان السجائر أكبر حيتان عرفتها السوق المصرية، تبتلع قسما هائلًا من إنتاج الشركة الشرقية، (حجم الإنتاج ٣.٥ مليار علبة سجائر سنويا) وهذا كاف جدا، يغطى السوق ويفيض للتصدير، ولكن الحيتان الشرهة تبتلعها هانئة مستلقية على ظهرها مغتبطة، سلوكها في السوق السوداء شديد التعقيد، ما يصعب الإمساك بها.
يوجد تقريبا ٨٦ نوعا حيا من الحيتان في البحار والمحيطات وبعض الأنهار، الحيتان تكيفت مع المياه العذبة، وحيتان السجائر جاوزت الـ ١٠٠ نوع ونوع، وهى شرسة بطبيعة الحال، وقادرة على المراوغة والمناورة، والأنواع المتطورة منها تجيد الإفلات من الرقابة، وتسبح بعيدا في الأسواق السوداء التي يعمها الظلام.
حيتان البحر مهددة بالانقراض، ولكن حيتان السجائر تتكاثر كالجراثيم، كل حوت يلد حيتانا صغيرة، والحيتان الصغيرة تتغذى على التبغ، فتكبر لتبتلع جملة الإنتاج والمستهلكين أيضا.
حيتان السجائر لا تتأثر بالضوضاء التي تصدرها المنصات الفضائية والإلكترونية، تزيدها صخبا وعنفا وشراسة في مواجهة المستهلكين، حيتان البحر تزعجها الضوضاء، تقضى عليها، مهددة بالانقراض، حيتان السجائر تتغذى على الأزمات، تنتعش في الصخب الذي يعم الأسواق.
رقمنة حيتان البحر للسيطرة عليها لا تجدى نفعا مع حيتان السجائر، حيتان البحر مرصودة بالحوت الواحد في أعماق البحار، حيتان السجائر مطلوقة علينا، خارج السيطرة تماما، صعب رقمنتها، ولا تعير الـ «باركود» السعرى المسجل على علب السجائر اهتماما، لو استجمع مدخن شجاعته وقرر قراءة الباركود قبل الشراء بالموبايل لقضمه الحوت من فوره!.