توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حطيت على القلب إيدى..

  مصر اليوم -

حطيت على القلب إيدى

بقلم - حمدي رزق

لم أجد فى معجم الأغانى ما يعبر عن حالة «أم مكلومة» من قرية منكوبة، قرية الشريف (ببا/ بنى سويف) فقدت فلذة كبدها فى كارثة إعصار «درنة» سوى كلمات «بيرم التونسى» تنوح بها كوكب الشرق «أم كلثوم» بلحن حزين من إبداعات الشيخ «زكريا أحمد»..

«حطيت على القلب إيدى/ وانا بودّع وحيدى

وأقول يا عين اسعفينى/ وابكى وبالدمع جودى

من يوم ما سافر حبيبى/ وانا بداوى جروحى

اتارى فى يوم وداعه/ ودعت قلبى وروحى».

ربنا ما يكتبها على حبيب، منظر موكب سيارات الإسعاف بلونها الأصفر، وقد تحولت لنقل الموتى تخترق طرقات القرية «الشريف»، حاملة ٧٤ من جثامين زينة شباب القرية ورجالها الذين تغربوا بحثا عن لقمة العيش، يعودون ملفوفين فى أكفانهم، يدفنون بفعل التحلل.. حتى دون نظرة وداع.

سبحان من له الدوام، كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، مشهد مفجع مأساوى حزين، كما خرجوا جماعة على أمل، عادوا جماعة على فيض الكريم، حتى الإعصار القاسى لم يفرق بينهم، جرفهم جماعة، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله، قرية بتوابعها ترتدى ثياب الحداد.

ربنا يصبرهم، نادرة الحدوث لكنها حدثت، عظة وعبرة لأولى الألباب، حزن المصريين فى الجنازات صعيب، ونواح الأمهات رهيب، يقطع نياط القلوب، والأرملة الشابة على صدرها رضيع وترمح وراء السيارات الصفراء تحمل الجثامين، لعلها تظفر بنظرة وداع لزوج حبيب كانت تنتظره على أحر من الجمر.

والأب المكلوم مكوم جنب حيط المقبرة يبكى حاله لحاله، وشباب القرية نفروا عن بكرة أبيه ليواروا جثامين الأحباب والأصدقاء، كانوا على موعد فى لقاء قريب بعد العودة من الغرب الليبى، عادوا فى أكفانهم يوارون الثرى.

الفيديو الرهيب الذى لف العالم من هول مشاهده، وتجاوز فى تفاعلاته الإلكترونية حتى مشاهد الخراب والدمار التى خلفها الإعصار فى «درنة»، خليق بالتوقف والتبين، توقفًا أمام حالة القرية المجللة بالسواد، كيف نخفف عنها، وتبيّن حاجاتها برعاية حكومية فائقة، وبالتفاف شعبى عطوف حول هذه القرية المنكوبة.

قرية الشريف صارت الأولى بالرعاية، مستوجب تعويضهم عن فقد عظيم، تحقيق بعض الأحلام الصغيرة التى سافروا من أجلها، توفير متطلبات الحياة للأسر المنكوبة، بمعاشات استثنائية، تقيم أودهم، وتسند ظهورهم، وتؤمن لهم ولأولادهم حياة كريمة.

مشكور وزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازى بادر من فوره بإعفاء أولاد المتوفين والمفقودين من المصروفات الدراسية هذا العام، وليته يمدها ولأعوام مقبلة حتى إتمام الدراسة الأساسية، الوزير قدم كف عزاء، وننتظر من الحكومة ما هو أكثر بكثير من إعانة عاجلة.

المصاب جلل، والقرية تنام باكية، وتصحو على نواح، أنين القرية مسموع، فلتهرع الحكومة بتوجيهات رئاسية إلى تلبية متطلبات القرية وتوابعها عبر مشروع «حياة كريمة».

رسالة المشروع تتجلى فى هذا الظرف الصعيب، تعوض عليهم، والعوض على الله، تعويض الأحباب عن فقد ذويهم واجب مستوجب على كل مصرى.

الهم مصرى، والحزن مصرى كما قلت البارحة فى هذا المكان، والمصريون اتساقًا مع الحديث النبوى الشريف «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فى تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى»، ومصر تداعت بالحزن والحداد، وستعوض عن القرية وتوابعها بالخدمات والمؤن الضرورية عونا للمنكوبين على استمرار الحياة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حطيت على القلب إيدى حطيت على القلب إيدى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon