توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفتى المقاصد الوطنية

  مصر اليوم -

مفتى المقاصد الوطنية

بقلم - حمدي رزق

الفأل الحسن، والمفتى شوقى علام بلباس الإحرام، متوجهًا بقلبه وجوارحه نحو الكعبة المشرفة، داعيًا لمصر بدعاء الخليل، عليه السلام: «رب اجعل هذا بلدًا آمنًا وارزق أهله من الثمرات»، يتلقى خبر تجديد الثقة من رئاسة الجمهورية في موقعه مفتيًا للجمهورية.

رجال الدين نوعان، رجل ينبعث من حديثه ريح الجنة، فيطيب قلبك ويرق، ورجل حديثه يُصليك نارًا، يُحيل حياتك جحيمًا لا يُطاق، رجل يبشر بالجنة التي توعَدون، ورجل يُنذركم بالنار وبئس القرار، رجال الجنة ندرة، ورجال النار يجولون في الأسواق ببضاعة تبعث على القنوط.

من رجال الطيب والمسك وريح الجنة فضيلة الدكتور «شوقى علام»، مفتى الجمهورية، تأنس لطلّته العادية بلا بهرجة ظاهرية ولا افتعال ولا تقعر، تألف حديثه البسيط النابض بالمحبة، يقدم الإنسانية على ما سواها، ويُيسر على الناس شؤون حياتهم دون تفريط أو إفراط، ما يبعث على البِشر.

الدكتور شوقى بهدوء محبب، يُعمِل العقل مصطحبًا النص في تجليه وتنزيله على الواقع، دون انغلاق، أو تفريط، أو إفراط، وعنوانه الدين يسر لا عسر، اتساقًا مع قول الحبيب، (صلى الله عليه وسلم): «إن الدين يسر.. ولن يُشادَّ الدين أحد إلا غلبه».

تلقى اجتهادات الدكتور شوقى قبولًا طيبًا، وشيوعًا محببًا، بنبرة هادئة دون زعيق لافت أو تمثيل ممجوج، الرجل يستحيى من الله، ولا يُفتى إلا بما يُمليه الضمير وفق قواعد شرعية حاكمة، لا يغادرها، ولكن يفتح باب الاجتهاد بِرَوِيّة، الباب الذي أُغلق طويلًا في وجوه المجتهدين.

الدكتور شوقى لا يتجاوز دوره كمفتٍ، ليس لديه خلط في الأدوار، قانع بإسهامه الشرعى والفقهى والعدلى، وقبلها وبعدها متقبل تمامًا الخلاف في الاجتهاد، متمثلًا القاعدة، اختلافهم رحمة، وقول الإمام الشافعى: «قولى صواب يحتمل الخطأ، وقول المخالف خطأ يحتمل الصواب».

من فضائل فضيلته تعلية المتفق عليه على المختلف فيه، ولا يضيق حتى بالعلمانيين، ولا يبتدرهم العداء، ومحرم لديه ابتداء التفسيق والتكفير، ذاهبًا إلى التفكير والحوار، والبحث عن المشتركات الإنسانية.

المفتى الجليل نذر علمه لتأسيس ما يسمى «فقه الدولة الوطنية»، واجتهاداته الفقهية جميعًا تصب في هذا الاتجاه الوطنى المعتبر، علمًا بأن «فقه الدولة الوطنية» فقه حديث، ندرة هي الاجتهادات في السياق.

ورغم أن الدولة أقدم كثيرًا من الجماعات جميعًا، ولكن لم تفطن المؤسسة الدينية الرسمية لتأصيل فقه الدولة، وغفلت المرجعيات المعتمدة عن تأصيله واستنباطه واستزراعه، وطنًا وعلمًا ونشيدًا، واستقتلت الجماعات في مقاومة فقه الدولة، وتشويه فكرة الدولة في أذهان العوام، فنزعت القدسية عن الحدود، وتجاوزت الجماعات الحدود، كل الحدود، وصار الانتماء للوطن محل شك كبير.

الدكتور شوقى باجتهاداته المؤصَّلة من القرآن والسنة وسيرة المصطفى، عليه الصلاة والسلام، يعوض غيبة الاجتهادات الفقهية المؤسِّسة لفقه الدولة الوطنية، ويرفع في وجه الجماعات فقهًا مواجهًا لا يخشى في حق الله لومة لائم.

مفتى قوى الشكيمة لا يلين لهم موالسة، ولا يلقى بالًا لتخرصاتهم، ولا يتولى يوم الزحف، ويأنف القعود، وينفر إلى تأصيل وتأسيس فقه الدولة الوطنية.

للأسف القعود كلفنا خسارة الغالى والنفيس، قعودًا عقودًا تشكل قرونًا، سمح لفقه الجماعة أن يسود ويستشرى ويتمدد في الأرض الخلاء وفى الفضاء الإلكترونى فقهًا يستهدف الدول تكفيرًا، ويوطِّئ للخروج على الحكام، ويُكفر المحكومين، ويُصِمهم بالجاهلية، جاهلية المجتمعات المكون الرئيس لفقه الجماعات تمددًا في البراح الذي كان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفتى المقاصد الوطنية مفتى المقاصد الوطنية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon