للعلامة «جبران خليل جبران» قول بليغ، «التجاهل انتقام راق وصدقة جارية على فقراء الأدب»، والفرعون المصرى «محمد صلاح» يجيد التجاهل ردا راقيًا على منتقديه، وصدقة جارية على كارهيه.
كارهو «صلاح» كشفوا عن وجوههم القبيحة مع عثرته الكروية أخيرا، فبرزوا ناقدين، والأنكى والأمر شامتين، وفى ظهور أخير أسنانهم صفراء.. عقورين.
مراسم وداع الألمانى «يورجن كلوب» مدرب فريق ليفربول، عقب لقاء «الريدز» مع «ولفرهامبتون»، شهدت لقطات عاطفية راقية بينه وبين لاعبى «الريدز»، لم يغالب الهولندى «فان دايك»، والإنجليزى «أرنولد» دموعهما، أما المصرى «صلاح»، فنال عناقًا أبويًا، احتضن الالمانى «كلوب» صلاح وزوجته «ماجى»، كما تبادل «صلاح» العناق مع السيدة «أولا ساندروك» زوجة كلوب.
تخيل تعليق عقور يلف الفيس، نصه: «صورة فلاح نجريج وهو بيحضُن زوجة كلوب.. وكلوب بيُحضُن أم مكة.. خيبة بالويبة»!!
وتحت هذا التعليق السخيف، دعوة تحريضية لهدم صلاح، والحط منه بضراوة، وبكل السبل الممكنة..
مجرور صرف صحى أغرق صلاح وأسرته بكلام كوسخ الودان، وتغريدات مسفة من الإسفاف، وتويتات منحطة منتهى الانحطاط، وغمز فى جنب رجل محترم، وديع، مسالم، واتهامه وزوجته، ومس شرفهما بفجر (من الفجور).
صحيح «صلاح» بات معتادا على القيل والقال فى الفضاء الإلكترونى الذى تغذيه ميليشيا إلكترونية لا يعرف لونها، ولا اسمها، ولا دينها، ولا علمها.. ولكنها هذه المرة دخلت على الحرمات، تطعن فى شرف رجل شريف يعرف الحدود ولا يقرب الحرمات.
أفضل ما يرد به «صلاح» على هذه التخرصات عدم الرد، وهو فى حد ذاته رد بليغ، «دون كيشوت» حارب طواحين الهواء، طعنها برمحه، صلاح لا يحمل رمحا ولن يحارب أشباح شريرة هائمة فى الفضاء!.
الرافضة، وهم قبيلة إلكترونية تسمى «ميليشيا» تحوز «ترمومتر زئبقى» تقيس منسوب الحلال والحرام، فاكرين يوم قامت القيامة على صورة صلاح وأسرته يحتفلون بشجرة عيد الميلاد، الرافضة يومها صلبوه على حوائط الفيس وخرجوه على تويتر من الملة والدين.. وقالوا فى إيمانه قولا سقيما.
هناك من يتربص بأبومكة، ويرصد حركاته وسكناته، ويعد عليه أنفاسه، صلاح مستهدف فى دينه ووطنيته وعروبته، لن يرضى عنه الرافضة (السلفية)، وإن صام وإن صلى وزكى وتبرع وتصدق، وسجد على أرض ملعب «ويمبلى» الشهير.
لن يغفروا له «حضن كلوب»، يفكرك بقيامة مرضى القلوب على الشهيد «السادات» بعد «قبلة كارتر» الشهيرة، صلاح هدف لحزب «أعداء النجاح»، ويتعقبونه حتى قبل أن تصل إليه الكرة، ومستهدف من هذا الحزب، ساجدا أو ملتحيا، متبرعا أو داعما لوطنه!!
بين ظهرانينا من يكره «صلاح» لله فى لله، ويبتدره الكراهية، ويغتبط بإخفاقاته ويتمنى خروجه مصابا، وزيادة التشكيك فى وطنيته وإخلاصه لفانلة المنتخب..
صنفان من الكارهين يتمنيان فشل صلاح، وفى كل مناسبة ودون مناسبة يقزمان منجزه، صنف عنده أحن لأسباب سجود صلاح فضلا عن لحيته، يحسبونه على الجماعة إياها، والجماعة إياها ومنتسبيها (الصنف الثانى) يكرهون «صلاح» لموقفه من قضايا وطنه، يحسبونه على جماعتنا الوطنية، والشاذ منهم يتهمه فى عرضه.
كلاهما واقف لصلاح على الكورة، صلاح غرد، لم يغرد، صلاح تبرع، لم يتبرع، صلاح طول شعره زى نجاح الموجى، حلق شعر صدره، صلاح سعيد، صلاح.. صلاح.. صلاح، فخر العرب لا مش فخر العرب، فخر المصريين، انزعوا منه اللقب، وصلاح يمارس التجاهل المتعمد، التجاهل الصامت، فيحرق قلوبهم السوداء