توقيت القاهرة المحلي 07:41:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مُكرَه أخوك لا بطل»

  مصر اليوم -

«مُكرَه أخوك لا بطل»

بقلم - حمدي رزق

وكأنه كان ينتظر السؤال العابر، تلقف الرئيس السيسى «سؤال الدولار» يراوح مكانه على منصة منتدى الشباب (نسخة برج العرب)، ليجيب عن شواغل الطيبين بشأن الدولار، حديث الدولار يسرى بين الناس.

وضع الرئيس النقاط فوق حروف الدولار، والرسالة بعلم الوصول إلى الشارع الذى يعانى غلاء الأسعار بسبب تحريك سعر الدولار تحريكًا ليس تحريرًا، وإلى الخارج رسالة إلى خبراء صندوق النقد الدولى وكافة المؤسسات المالية، التى تشارك مصر فى خطة الإصلاح الاقتصادى، وجميعها تضغط على الحكومة المصرية لتعويم الدولار عاجلًا دون حساب المآلات.

الرسالة الرئاسية تقول: هذا الأمر يتعلق بحياة المواطنين والأمن القومى، وبكلمات قاطعة حاسمة لا لبس فيها، قال الرئيس: «تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار لو هيأثر على المصريين (بلاش)، حتى لو هيتعارض مع مطالب صندوق النقد».

ترجمة قول السيسى «بلاش» تعنى المرونة فى تحرير سعر الصرف «محتملة»، وعلى مضض، «مُكرَه أخوك لا بطل»، وعلى مراحل، وحسب الحال والأحوال المعيشية، كسياسة وطنية معتمدة، ولكن التحرير الكامل (تحرير سعر الصرف) يُكلفنا ما لا طاقة لنا به، وهذا جد خطير على معايش الناس، ومن مهددات الأمن القومى فى التحليل الأخير.

يصح القول، لن يرضى عنك الصندوق والمؤسسات المالية حتى تتبع خطتهم، ولكن القاعدة المعتمدة وطنيًّا، لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ولتحرير الصرف حدود، وللصبر حدود، وحدوده طاقة المواطن على احتمال ارتفاع الأسعار، السيسى منحاز للوطن والمواطن، عينه على الناس فى الشارع، والمواطن تحمل من الغرم الكثير، والحمل ثقيل، وثقة الشارع فى القيادة السياسية لا تخيب.

السيسى دومًا عند حسن الظن، مصلحة المواطن أولًا قبل توجيهات الصندوق (شروطه)، وهذا ما عهدناه منه، وكلمة «بلاش» ليست «طق حنك»، ولا كلام ساكت عن البيان، وليست صيغة للاستهلاك المحلى، السيسى رجل صادق العهد، ويتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف، وإذا قال «بلاش» يقينًا سيراجع خبراء الصندوق أنفسهم، وفق المنظور الاجتماعى الذى يلفتهم إليه الرئيس.

حديث الرئيس عند البعض يفسر على أنه خروج مصر على طاعة صندوق النقد الدولى، وهذا تزيُّد فى التحليل، توصيات الصندوق ليست أوامر فوقية، ومصر فى شراكة متكافئة مع الصندوق، وتنال منه إشادات وبعض انتقادات، وعلى مراحل يجرى التنفيذ الأمين لبنود الشراكة، والشراكة تقتضى تفاهمات وتفهُّمًا لمآلات التحرير الكامل لسعر الصرف، وحكومة مصر أدْرَى بشعابها، بشعبها، والرسالة بعلم الوصول، مصلحة المواطن خط أحمر، وعند هذا الخط يقف الصندوق لا يتجاوزه ضغطًا للحكومة.

ضرب الرئيس ثلاثة أمثلة دالّة على نواتج تحرير سعر الصرف على المواطن، ومنها «سعر اللحوم»، كلها تقول إن كل تحرير يقابله ارتفاع فى الأسعار، محسوبة على سعر الدولار.

والحل ترشيد الاستيراد، وهذا يتطلب جهدًا وطنيًّا خالصًا لإحلال المنتجات المصرية بديلًا عن الاستيراد، والحاصلات الزراعية بديلًا عن المستوردة، ما يترجم حتمية إنتاج بعض ما يُستورد فى مصانع وطنية لتوفير الدولار، الذى يذهب هباء فى «بلهنية» الاستيراد الرغد من موروثات عهود مضت.

جد ما حاجتنا لاستيراد «الفستق» ونحن نشتهى «القمح»؟!، معلوم أن من الضرورات الخمس حفظ المال، وترجمته فى حالتنا لجم الاستيراد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مُكرَه أخوك لا بطل» «مُكرَه أخوك لا بطل»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon