بقلم - حمدي رزق
مَن لا يشكر الناس، لا يشكر الله. لم يأتِ خطاب الرئيس السيسى إلى الشعب عقب فوزه فى الانتخابات الرئاسية لفترة رئاسية جديدة كخطاب (نصر)، بل أقرب إلى خطاب (شكر). السيسى يشكر المصريين، ممتن لهم، وليس بغريب عليه الامتنان.
خطاب أقرب إلى عهد ووعد، الرئيس يجدد العهد: «وأجدد معكم العهد بأن نبذل معًا كل جهد لنستمر فى بناء الجمهورية الجديدة».
وفى ترجمة العهد، يقول الرئيس: «عهد رجل مصرى نشأ فى أصالة الحارة المصرية العريقة، وأنتمى إلى المؤسسة العسكرية، ولا أملك فى مهمتى التى كلفتمونى بها سوى العمل بكم ومن أجلكم. لا أدخر جهدًا، ولا أسعى سوى لإرضاء الله تعالى وتحقيق آمالكم وتطلعاتكم».
ووعد بحمل الأمانة بأمانة، يقول: «اختياركم لى لقيادة الوطن إنما هو أمانة، أدعو الله أن يوفقنى فى حملها بنجاح وتسليمها بتجرد، فلنعمل معًا لأجل مصرنا العزيزة وبقوة شعبها واصطفافه الوطنى».
لا يعرف الفضل لأهل الفضل، السيسى يوجه الشكر لكل أطياف الشعب المصرى، والفضل فى الأخير للمواطن المصرى العظيم الذى تصدى للإرهاب وعنفه، وتحمّل الإصلاح الاقتصادى وآثاره، وواجه الأزمات بثبات ووعى وحكمة.
فى خطاب الشكر، يحدثنا الرئيس عن حلمه، عن بناء الجمهورية الجديدة، السيسى يطارد حلمه ويجتهد فى تحقيقه لوطنه قدر استطاعته، وعلى مدد الشوف (فى كل شبر من أرض المحروسة، من جزيرة النباتات فى أسوان حتى اقتران النهر بالبحر فى رأس البر) تتشكل ملامح الجمهورية الحلم (الجمهورية الجديدة).
من كفر الشيخ إلى شرم الشيخ، يستوجب التوقف مليًّا أمام عقد مضى من عمر الوطن، عقد كامل من عمر المحروسة.. كشْف حساب السيسى عن عشر سنوات من الأعمال الوطنية الشاقة يؤشر على منجزاته، كتاب الرجل بيمينه، والرجل عادة يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الناس، ويسهر على راحة الناس وتوفير سبل الحياة الكريمة للطيبين، وحياة كريمة عنوان عريض للجمهورية الجديدة.
الجمهورية الحلم، جمهورية الرفاة، جمهورية واعدة تليق بالمصريين وتلامس تطلعاتهم، وتتمثل تضحياتهم عبر عقود خلت من الإنجاز.
ملامح الجمهورية الحلم فى الكتاب، كتاب أبيض يسجل كيف كان الحال وكيف أصبح.. كيف كان الظلام مخيمًا، وكيف أشرقت شمس الوطن مجددًا.
الجمهورية الحلم تتلافى ما أنتجته الجمهورية الأولى من أوجه قصور ونواقص وعشوائيات، جمهورية «حياة كريمة» تستهدف بناء جديدا خلوا من الأمراض الاجتماعية السارية والمتوطنة التى نخرت فى أساسات الجمهورية الأولى وكادت تسقطها فى أيادى الفاشية الدينية التى زالت بفضل نضال هذا الشعب ووقوفه وراء قيادته التى اختارها على عينه، حتى انبلج نور الصباح بعد ليلٍ دامسٍ اشتدت ظلمته على وطنٍ يتنشق الفجر، وغنوته المفضلة بصوت مصر المطرز بعظمتها كوكب الشرق «أم كلثوم»: «وهَلْ الفجر بنوره الوردى بيصبَّح».
قوة الجمهورية الحلم فى نصاعة حلمها، وعظم تضحياتها، وقدرتها على رفع البناء عاليا بهمم الرجال السُّمر الشداد وصبايا البلد.. البنية الأساسية للجمهورية الجديدة تمت بالعمل والعرق واستنفار المخزون الحيوى من همم المصريين، وحان وقت تعلية البناء شامخًا بمزيد من العمل والعرق لرفعة أغلى اسم فى الوجود.