توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً ولَا شُكُورًا»

  مصر اليوم -

«لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً ولَا شُكُورًا»

بقلم - حمدي رزق

والعنوان أعلاه مشتق من الآية الكريمة (٩ / الإنسان).. والرسالة بعلم الوصول، للتذكير فحسب، «إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ» (ق / ٣٧).

والمعنى لا نريد منكم جزاء على ما قدمناه لكم، ولا نريد منكم شكرًا على ما فعلناه، فإننا لا نلتمس ذلك إلا من الله سبحانه، خالقنا وخالقكم.

مصر لا تنتظر شكرًا من كائن من كان، مصر تقوم بالواجب، وواجبها الوطنى والعروبى والقومى والأخلاقى والإنسانى يحتم عليها حماية المدنيين الفلسطينيين ما استطاعت إليه سبيلًا.

مصر الكبيرة تترفع عن الصغائر، البعض يتصاغر، ولا تحفل بالترهات، ولا ترهن مواقفها الناصعة بتصريحات غير مسؤولة، ولا تخرصات تصدر عن نفوس مريضة، الغرض مرض.

مصر الكريمة لا تنتظر عطايا، تقدم المساعدات من لحم الحى، المصريون كرماء لا يُتبعون ما أنفقوا من المساعدات منًّا ولا أذى، فلا يمنون على أحد، لا بقول ولا بفعل، ولا أذى، لا يفعلون مع من نساعدهم مكروهًا يحبطون به ما سلف.

عظيمة يا مصر وهو تغيث المدنيين الفلسطينيين بمدد عنوانه «مسافة السكة»، وتعين إخوتنا في نكبتهم بمدد لا ينقطع.

عظيمة وهى تصل أهلنا في القطاع وقت تخلى عنهم العالم، وتضمّد جراحهم الغائرة، وتفتح المستشفيات المصرية، وتوفر المساعدات الغذائية والطبية لمن دهمتهم آلة الحرب البربرية.

مصر العظيمة لا تتأخر عن العون، مصر الكريمة تقول للأحبة نحن في ظهوركم، ومن «الكتف ده زاد.. والكتف ده ميه».

مصر لم تنتظر حتى طلب الغوث، تحركت من فورها، بكرمها، تلقى وراء ظهرها بالإحن والمحّن، لا تحسب الحسابات ولا تتحسب للمآلات، ولا تنتظر مقابلًا.. معلوم الكريم يبتدع أسبابًا للعطاء.

الكرم المصرى من صنف فاخر، الكرم الحقيقى هو أن تعطى أكثر من استطاعتك، والكرم هو أن تعطى ما أنت بحاجة إليه فعلًا.

مصر التي تعانى لا تبخل باللقمة، تطلّع اللقمة من فم الفقير تُطعم بها من ضاقت بهم السبل تحت وطأة القصف الأرعن المجنون.

مصر ليست غنية بالمقاييس الاقتصادية، ولكنها كريمة بالمواصفات الأخلاقية، والغنى غنى الله، مصر كبيرة قوى، وحضنها حنين قوى، وشعبها كريم قوى، لم يصدر منها أو عنها حرف في قرار يخص أحبتنا في غزة.

ورغم ضيق الأوضاع الاقتصادية، مصر لم تتبرم من نكران الجميل المستدام، لا ترهن مواقفها بتصريحات ولا بعنتريات تجلب مزيدًا من القصف على بيوت الآمنين، تُصليهم نارًا وقودها البشر والحجارة.

مصر الشريفة تتعامل بشرف في زمن عز فيه الشرف، عنوان القيادة المصرية المخلصة الشريفة، مشتقة من طبائع المصريين، شرفاء، والحكمة على لسان طيب الذكر «مصطفى لطفى المنفلوطى»: «إن الصدر المملوء بالشرف والفضيلة لا يحتاج إلى وسام يتلألأ فوقه».

«الكريم لا يُضام»، فيضان النيل علّم المصريين العطاء من فيض الكريم، عطاء بلا حساب، وأجود من الريح المرسلة في المحن.

مصر مخلصة للقضية الفلسطينية، ومضحية بالغالى والنفيس، وفى هذا يفرد التاريخ صفحاته ناصعة البياض، ويتحدث الحاضر بهذا الإخلاص، مصر لا تتاجر بالقضية في الفسطاط الكبير، ولا تتبضع مواقف، ولم تطلب يومًا ثمنًا، بل تدفع غاليًا عن طيب خاطر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً ولَا شُكُورًا» «لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً ولَا شُكُورًا»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon