توقيت القاهرة المحلي 07:29:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجحنا ألّا نموت..

  مصر اليوم -

نجحنا ألّا نموت

بقلم - حمدي رزق

لطيب الذكر، شاعر المقاومة، «محمود درويش»، مقولة لا تزال يتردد صداها فى الأرض السليبة، يقول بثقة فى نضالات الشعب الصامد: «نجحنا فى أمر واحد.. نجحنا ألّا نموت..»!!.

يحيا الشعب الفلسطينى ولا يموت، راجع إحصاءات «نادى الأسير الفلسطينى» لتقف على سر هذا الشعب الذى تسرى فى روحه هذه المقولة الدرويشية، سر الشعب الأَبِىّ الصامد فى وجه احتلال لا يرعوى لمواثيق أخلاقية.

سلطات الاحتلال الغاصب تعتقل (5000 فلسطينى) فى (23 سجنًا ومركز توقيف وتحقيق)، منهم (31 أسيرة) يقبعن فى سجن «الدامون»، و(160 طفلًا وقاصرًا) موزعون على سجون (عوفر، ومجدو، والدامون).

يفطر قلبك أطفال قصر ونساء يقبعون فى زنازين الاحتلال، التى هى قطعة من جهنم الحمراء، ناهيك عن الأسرى القدامى (المُسِنّين) المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو، (تم توقيعها فى 13 سبتمبر 1993)، وعددهم (23) أسيرًا، أقدمهم الأسير «محمد الطوس»، المعتقل منذ 1985، تقريبًا «الطوس» معتقل منذ نصف القرن والاحتلال لا يمل التنكيل والتعذيب.

صمود «الطوس» آية من آيات المقاومة الباسلة، الشعب الفلسطينى يضرب الأمثال جميعًا، يقدم تضحيات الشهداء عن طيب خاطر، يزفهم إلى الجنان، تروى دماؤهم الزكية شجر الزيتون.

شهداء أحياء فى الساحات، وشهداء أحياء خلف القضبان، عدد شهداء الحركة الأسيرة (فى السجون) بلغ (237) شهيدًا، منذ عام 1967، فضلًا عن مئات من الأسرى استُشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون.

ثبت بشهداء الحركة الأسيرة، الشهداء المحتجزة جثامينهم (12) أسيرًا شهداء. زبانية الاحتلال يحتفظون بالجثامين خشية قيامتها فى وجوههم، جثامين الشهداء فيها روح المقاومة، تحلق فوق الرؤوس فى غلالة من نور.. طوبى للشهداء.

معاناة أسرى السجون الإسرائيلية يتحدث عنها «نادى الأسير»، الأسرى المرضى أكثر من (700) أسير يعانون أمراضًا بدرجات مختلفة، وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية، منهم (24) أسيرًا ومعتقلًا على الأقل مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة.

تعجب أنهم يقاومون سرطان الاحتلال بنفوس أَبِيّة، وروح مقاومة عالية، وقْع السرطان الخبيث أخف وطأة من وقع سرطان الاحتلال، كلاهما مرض مستعصٍ، وقانا الله شر الخبائث الإسرائيلية.

يلفتك فى الإحصاء الصادر حديثًا عذابات المرأة الفلسطينية فى سجون الاحتلال، هناك (31 فلسطينية من العظيمات) خلف القضبان، يصدق فيهن القول المأثور: «يا غصنًا استعصى كسره على أقوى الرجال، وأصبحتَ شجرة ثابتة فوق الرمال».

ثبات المرأة الفلسطينية ورسوخها فى أرضها معجزة تتحدث عنها وتغار منها أشجار الزيتون.

دمها عطر، وريحها أريج المقاومين، شجرة عتيقة، قوية عفِيّة، تعجب من صمودها فى وجه الاحتلال، مثل شجرة طيبة أصلها ثابت فى الأرض وفرعها فى السماء تظلل المقاومين.

المرأة الفلسطينية نموذج ومثال، صابرة محتسبة، تحمل وتنجب وترضع المقاومين، وتُستشهد بجوار المقاومين، فى مقدمة الصف، وتتلقى الصدمات، وتسبل أعين أطفالها، وتودع رجالها بزغرودة انتصار يلوح، وتعود إلى فرشتها تشحن عزيمتها وتحشد المقاومين ليوم الحرية.

مثل هذا الشعب بهذه التضحيات عصِىّ على الاحتواء، لا يُقهر، لا يُهزم، أرقامه المسجلة إحصائيًّا ترهب الاحتلال، كلما سفكوا دمًا، نبتت فى الأرض الطيبة أشجار المقاومة.

أرض فلسطين خصبة، ينبت فيها المقاومون ليلًا ليُستشهدوا صباحًا.. طوبى للشهداء والمعتقلين شيوخًا وشبابًا ونساءً وأطفالًا.. دمتم مقاومين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجحنا ألّا نموت نجحنا ألّا نموت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon