ووجه رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، الدكتور «هشام عبدالعزيز»، الشكر إلى الكنيسة الإنجيلية التى أسهمت من خلال «الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية» بمبلغ (170 ألف جنيه) فى مشروع صكوك أضاحى الأوقاف لهذا العام 1445هـ.
«وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا..» (النساء/ 86).. والشكر موصول لحبيبنا الدكتور القس «أندريه زكى»، رئيس الطائفة الإنجيلية، صحيح لا شكر على واجب وطنى، لكنه إسهام أخوى عبق الرائحة، كل الصكوك التى جمعتها وزارة الأوقاف بمديرياتها فى محافظات المحروسة فى ميزان الحسنات، وإسهام الكنيسة الإنجيلية فى ميزان المحبة.
سعى ساعيًا القس الطيب إلى المحبة ما استطاع إليها سبيلًا، هكذا يسعى المحبون، «طوبى لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام، فإِنَّهم أَبناءَ اللهِ يُدعَون» (متّى 5: 9).
لفتة معتبرة مفعمة بالمحبة، تصب فى كتاب «فقه المواطنة الشعبية»، وهو كتاب يحوى قصصًا وحكايات ومرويات تشرح القلب، وحياة قلبى وأفراحه.
صورة لا تُخطئها عين مراقب عن كثب لتجلى روح المواطنة فى يوميات هذا الشعب الطيب، شعب يحب الحب فى أهله، لا تسألن عن السبب، وهل يسأل مُحِبًّا عن المحبة، القس «أندريه زكى» أحد عناوين المحبة فى بلد المحبوب.
وإن تعدوا صور المحبة لا تحصوها، إسهام رمزى يترجم صورة، والصورة تقول إن المحبة ساكنة تحت الجلد تحديدًا فى قلوب الطيبين.
ليتكم تفقهون «فقه المحبة»، الذى جافاه قساة القلوب، وهؤلاء عبء على الضمير الإنسانى.. حِمل ثقيل، اللهم اصرفهم عنّا بعيدًا.
تجلى هذه الصور الطيبة (دون إعلان من قِبَل الهيئة الإنجيلية) يمحق صورًا كئيبة هناك فى بطن الجبل، فى نفوس ضربت بالكراهية، بين ظهرانينا قساة يقتاتون الكراهية، ويصدرون الجفوة، ويظلمون ذوى القربى، ويقرأون فى كتاب «فقه الكراهية».
عقود طويلة عبرت تفشت فتاوى الكراهية وصدرتها وجوه قبيحة، وألسنة حداد سلقت أخوة الوطن، الإخوة الأحباء، بفاحش القول، وغلظة اللفظ، وهم أقرب إلينا «.. وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ». (المائدة/ 82).
مقاومة الآفات الضارة ترعى فى زراعات المحبة بطرق المكافحة اليدوية تخفف وقع وباء الكراهية الأسود، ولكن رش الحقول الواسعة على مستوى الوطن بماء المحبة يستوجب تدخل الدولة فى مقاومة آفات الطائفية البغيضة، مستوجب الرش الأفقى من أعلى، الوباء شديد ضرب الزراعات الوطنية، ورق الزرع أصفر فى الأرض الشراقى لماء المحبة الشحيح.
القس المثقف «أندريه زكى» عمل ما يُمليه عليه قلبه، ووصاه به المسيح، عليه السلام، هل عملنا ما علينا، هل قمنا بالواجب، هل أصلحنا المسار، هل روينا الحقول بماء المحبة، هل تشربت الأجيال الشابة معنى المحبة، الذى يستبطنها العجائز مثلنا.
وهن العظم واشتعل الرأس شيبًا ونحن نتشوق لقطرات ندى المحبة تلمع على الورق الأخضر ساعة شروق شمس الوطن.
وأختم بمأثورة عن القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية: «المحبة لا تسقط أبدًا.. والمحبة نموذج حىّ معبّر عن العيش المشترك، النموذج المصرى غنى بالمحبة وقوى ومرن، استوعب كافة الصدمات والتحديات من أجل أغلى اسم فى الوجود