توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيت فى الجنة

  مصر اليوم -

بيت فى الجنة

بقلم - حمدي رزق

وليعلم هذا الوالد أن ما أُصيب به هو من قضاء الله وقدَره الذى لا يُرد، والذى كان مكتوبًا فى سابق الأزل، كما قال الله تعالى: «ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها» (الحديد/ ٢٢).

فراق الأحباب سقام الألباب، قلبى مع الفنان الكبير «حسن يوسف»، وزوجته الفنانة «شمس البارودى» فى مصابهما الأليم، الله يرحم ابنهما «عبدالله» الذى لقى ربه «غريقًا»، ويصبّر أهله، ويُسبغ على قلوبهم من صبره، ويُطبطب على ظهورهم المَحْنِيّة من قسوة الفراق.

وعن أبى موسى الأشعرى، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدى؟، فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده، فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدى؟، فيقولون: حمدك، واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدى بيتًا فى الجنة، وسموه بيت الحمد. رواه الترمذى وأحمد، وحسّنه الألبانى.

بيت فى الجنة، بيت الحمد، وعد المولى سبحانه وتعالى لمَن فقد ولده، ياااه على فقد الضنا، والضنا «غالى»، فقد حزين، حزن يقطع نياط القلوب، اللهم صبِّر أهله وأحبابه واجبر كسرهم وارحمه واجعله من أهل اليمين المبشرين، فلله ما أخذ وأعطى، والحمد لله على كل حال وفى كل حين.

الفراق صعب، يا رب خفِّف عن عبدك، وطبطب على قلب أَمَتك، وارزقهما يا الله صبرًا، واحتمالًا، وأعِنْهما على البلاء، فليس أقسى من الابتلاء فى الولد.

نعيش ونحيا على أمل حين يحم القضاء، أن يوسدنا الولد التراب بأيديه.. راحة، نتمناها قبله، ليس بعده، نتمناه فى حياته، لكن مشيئتك سبحانك، تُقدر الأقدار: «فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون».

يا مَن فقدت الولد، عظّم الله لك الأجر وألهمك الصبر ورزقك الشكر، عظّم الله أجرك وجبر الله كسرك وعوضك خيرى الدنيا والآخرة عمّن فقدت، فقد الأولاد.

فلذات الأكباد، ثمرات القلوب، فقد الولد من أعظم المصائب، التى تصيب الإنسان فى حياته، هى والله نار فى الفؤاد، وحرقة فى الأكباد، لهذا كان ثواب الصبر على فقدهم عظيمًا، وكان أجره فى الميزان ثقيلًا، يقول عليه الصلاة والسلام: «.. خمسٌ ما أثقلهن فى الميزان، لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفى للمرء، فيحتسبه». صدقتَ يا رسول الله، صلى الله عليك وسلم.

وفى هذا يقول الشاعر الحزين:

«ماذا عساى أن أنثر هنا من كلمات

لتجارى هذه الشجيات المؤلمة

فحروفى حزينة لم تعد تقوى أن أنثرها..».

ويقول الحكيم بعد فقد عظيم:

«صبرت لأنى لم أجد لى مخلصًا..

إليك وما من حيلة لى سوى الصبر».

فى كتاب «برد الأكباد عند فقد الأولاد»، لمؤلفه «محمد بن عبدالله بن ناصر الدين الدمشقى»، تعزية، طبابة لقلب المكلوم بفقد ولده، فيه الكثير من الأحاديث الشريفة عن الصبر على الابتلاء، وفقد الابن من الابتلاءات التى تُكفِّر السيئات، ما يغفر الذنوب جميعًا.

توقفت ملِيًّا أمام دموع المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وهو يودع ولده «إبراهيم»، وفى الرواية يقول الحبيب، صلى الله عليه وسلم، ومثله نقول عند الابتلاء: «إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضى ربنا، وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيت فى الجنة بيت فى الجنة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد

GMT 12:48 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

نقل سولاف فواخرجي للمستشفى بعد حادث أليم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon