بقلم - حمدي رزق
وإذا أتتك مذمتى من ناقص...، في مشهد من فيلم «فجر الإسلام»، يسأل الفنان (محمود مرسى) الفنان (محمود فرج): «ما هذه الرائحة يا حنظلة؟ ألا تستحم يا رجل؟»، فيُجيب حنظلة باعتزاز: «إنها رائحتى، وأنا فخور بها».
وإذا سألت عمرو واكد: «ما هذه التغريدة يا واكد؟ ألا تستحم يا رجل؟»، فيُجيب واكد بفجر: «إنها رائحتى، وأنا فخور بها».
منين أجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه، حصلت إهانة المرأة المصرية، هذا المهين الذي لا يكاد يبين، يجهر بالسوء من القول، فإذا أغرقه موج الغضب لحس بصقته بلسانه، حالته مزرية وتثير القرف والاشمئزاز.
المرأة المصرية يا هذا، مثلها مثل شجرة «توتة» عفية على ساقية تطعم الجائع ويستظل بها الشقيان، وضحكتها ما شاء الله مجلجلة، تزغرد في وجه الزمان، وتغنى يا صباح الخير ياللى معانا، وإن أحبت عشقت، وإن عشقت تعشق قمر، مفطورة على الصبر، ولا عمرها اشتكت ولا قالت آه.
المرأة المصرية إذا غضبت زمجرت، وإذا نفرت عصفت، وخرجت من قعر بيتها كالفارسة جامحة، فانداحت سيلًا عرمًا جرف خلافة الإخوان وما خلفها وما أمامها من إرهاب أسود.
هتفت قبل الجميع: «يسقط يسقط حكم المرشد» فأرعبتهم، ولم تحج إلى مكتب الإرشاد ولم تختن شرفها في المضاجع الإخوانية، ولم تتول عند الزحف، ولم تقامر بوطنها، ولم تتاجر في أسواق النخاسة المضروبة في الفسطاط الكبير.
تعرف جيدًا موقعها من الإعراب الوطنى، وتقف موقفها باقتدار وتستأهل الفخر والفخار.
إذا لم ينحز المصرى الحر الشهم الجدع للأم والأخت والابنة والزوجة والعمة والخالة.. فلمن ينحاز؟ وهى التي حملت الأمانة على رأسها، ولم تفرط في شىء منها، وأدت الأمانة كاملة غير منقوصة، لِلَّهِ دُرُّ الْكُمَّل الفضليات.
للأسف يخرج من بين ظهرانينا كل حين «ولاد حرام» يحطون مِن شأن مَن رفعتها الرسالة المحمدية إلى عنان السماء، للأسف إهانة المرأة المصرية العظيمة صارت بضاعة يجول بها نفر من الأغوات على الصفحات الإلكترونية، وكلما أمعنوا في الإهانة نالوا لايكات إضافية، جوائز على موقفهم المخزى من المرأة، ويمعنون بجهل فاضح ويتترون في وحل أنفسهم، وينصبون أنفسهم قيّمين على امرأة عظيمة علّمت العالمين معنى الوطنية في تجليها.
المرأة المصرية لمن خبر معدنها الأصيل، أصيلة بنت شعب أصيل، تعرف أين تقف، فطرتها سليمة، وبوصلتها واضحة، وأقدامها ثابتة، ورأيها من دماغها، ودماغها ناشف كحجر الصوان، ويترقرق قلبها فتتفجر منه أنهار المحبة.
حاذقة تميز الطيب من الخبيث، وتحب الحب في أهله، وتستشعر الكره من أهله، وتأنف الكذابين، وتلفظ المتجبرين، ولاتزال المصريات قابضات على جمر الوطن، صابرات محتسبات الزوج والولد في حب الوطن.
تضرب الأمثال جميعًا، نموذج ومثال، راضية بالقسمة والنصيب والمقدر والمكتوب، وشعارها «اللى مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين»، وياما شفتى أحزان يا عين، تفرح بالشهيد، في حضنها تضمه، وتزغرد تزفه إلى الجنان، وتلبس الأبيض في جنازته، وتتلقى التهانى والتبريكات، لا تنكسر أبدًا.