بقلم - حمدي رزق
«الفوز بالكرة الذهبية، سيكون له تأثير كبير على المصريين، لقد أتيت من قرية في مصر، لقد نجحت، أتخيل رد فعل المصريين إذا جئت إلى بلدى لأقدم لهم الكرة الذهبية». (من حوار محمد صلاح مع مجلة فرانس فوتبول الفرنسية).
وفوق الخيال، ومنى عينيا تفوز بالذهبية، وترسم ملكا على الكرة العالمية، وتلف كتفيك بعلم مصر في أرفع المحافل الكروية الدولية، وتنشد النشيد الوطنى، وتهتف تحيا مصر ثلاثا.
صلاح «ابن أبيه»، شبعان على طبلية أبوه العم «صلاح غالى»، والغالى علينا غالى، يلعب في «ليفربول» وروحه في «نجريج».. روحه هنا:
من صغره وصغر سنه/ عارف معنى إنه/ من قلبه وروحه مصرى/ والنيل جواه بيسرى.. (من مقدمة مسلسل بكار).
وأن لم تفز بها هذا العام، الأعوام السعيدة مقبلة، والفرصة سانحة، ويكفيك أنك فزت بحب المصريين إلا الحاقدين، فزت بالقلوب.
فلتعرف يا صلاح أن الطيبين في صعيد مصر، والبسطاء في قرى بحرى والنجوع، والفلاحين في الغيطان ينتظرون فوزك في كل مباراة، وينتظرون الفرحة الكبيرة يوم تعود إليهم بالذهبية المرتجاة.
من يحبه ربه يحبب فيه خلقه، وخلق كثير يحبونك لله في لله، وثقة في الله، وثقة في موهبتك، وعطفا على طموحك، وبجهدك وتعبك وشغلك على نفسك، ستأتى إليك الجائزة، لأنها من حظك وسعدك ونصيبك، من يمنح الناس بعض السعادة يستحق أن يحمل لقب صانع السعادة، وله من السعادة نصيب.
الألقاب والجوائز التي تنهال على صلاح لم تأت من فراغ، وليست محض صدفة، الجوائز العالمية تخضع لمعايير ومقاييس محكومة بقواعد حاكمة، تخلو من الشبهات والمجاملات، ولو كانت هناك شبهة مجاملات لذهبت إلى غيره، فماذا عن اختيار لاعبى الدورى الإنجليزى الممتاز للفرعون المصرى الأفضل بينهم، هذا تتويج خاص جدا، لا يتحصل عليه إلا ذوو المواصفات الخاصة، صلاح اسْتِثْنائى!.
وحصد العلامة الكاملة تهديفا وصناعة أهداف، ووو.. وابتسامته تعلو وجهه البشوش، وسجدة شكر، ما تيسر من حديث صباح مع «فرانس فوتبول»، وقد احتل غلافها، وهذا وحده جائزة لمن يتابعون، حواره ينضح بالثقة، بعيد تماما عن الغرور، والخبرة نضجا خلوا من الطفولية، صلاح لاعب كبير، ودماغ ثقيل، وفاهم وواع ومدرك لمكانته، وواثق من قدراته، ومخطط لخطواته بدقة.. واثق الخطوة يمشى ملكا.
يذهلك صلاح بإجاباته الذكية، خرج من حوار مطول دون أن يخسر صديقا في الملعب أو منافسا، أو مدربا، في كل إجاباته شاكر حسن صنيعهم، ولا ينسى أنه طموح للأفضل، ومن حقه الأفضل، وطمعان في الذهبية، يراها حقه، وستذهب إليه مستقبلا طائعة مختارة.
لا أذيع سرا، الكرة بتحب صلاح، هل هذا يترجم كرويا، أترك الإجابة لشيخ مشايخ الطرق الكروية، الكبير «حسن المستكاوى»، ولكنى بحب صلاح، أحيانا أتخيله ابنى الصغير، وعندما يركض بالكره أركض وراه، تتقطع أنفاسى وأنا أهش عنه المدافعين ليتمكن من التسجيل، وأقف مغتبطا أهتف مع «عصام الشوالى»: «ما يقوم به صلاح شىء كبير يا عمرى، درب من الخيال.. ما هذا السحر يا ابن النيل؟، موش معقول.. موش معقول».