توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حار قائظ صيفًا

  مصر اليوم -

حار قائظ صيفًا

بقلم - حمدي رزق

وتجاوزت درجة الحرارة على القاهرة الكبرى أمس، لأول مرة خلال هذا العام، حاجز الـ ٤٠ درجة مئوية!!.

حالة الطقس في «مايو» تؤشر على طقس خليجى قائظ، فما بالك بـ «يونيو ويوليو وأغسطس»!!.

شكلنا داخلين على «صهد» الفرن المناخى، مصر إذ فجأة تحت «خط الاستواء»، الشمس متعامدة فوق الرؤوس، تشوى الوجوه، ومع الرطوبة، ربنا يستر على الغلابة بدون تكييف.

جماعة «بنحب الصيف» في مرمى سخرية جماعة «بنحب الشتاء»، انتباه يا طقس، بصوت طيب الذكر «توفيق الدقن»، وأحلى من الشتاء مفيش، سخرية ترطب الأجواء الساخنة.

المصريون يسخرون تحت خط الاستواء، نكات ساخنة.. وكوميكسات عارية، وتصادف أحدهم عرقه مرقه، وأنفاسه متقطعة، بالكاد يتنفس، ويحشرج قائلا «بحب الصيف».. فعلا من الحب ما قتل!.

كان طيب الذكر الشاعر الجميل «مأمون الشناوى» لا يحمل ودا للصيف، ولأسباب في بطن الشاعر، تفصح عنها أبيات مقفاة من أغنيته الخالدة «الربيع» التي تغنى بها الموسيقار الكبير «فريد الأطرش»، كما يقولون المعنى في بطن الشاعر والأسباب أيضا.. يقول في مناجاة مغناة:

«لمين بتضحك يا صيف لياليك وأيامك

كان لى في عهدك أليف عاهدنى قدامك

وكان لى في قلبه طيف يخطر في أحلامك

من يوم ما فاتنى وراح، شدو البلابل نواح

والورد لون الجراح، والورد لون الجراح، والورد لون، لون الجراح..».

هرمنا على قاعدة مناخية راسخة رسوخ الجبال الرواسى، في وصف الحالة المناخية المصرية تقول: «حار جاف صيفًا، دافئ ممطر شتاء»، يقينًا باتت ماضيًا، وبالأحرى اختصار مخل لطقس مختل، قاعدة أطاحها صيف هذا العام، الذي هب باكرًا ساخنًا يشوى الوجوه، يذوب من صهده عين القطر «النحاس»، تحس باحتياج عارم لفتح باب الثلاجة طويلا.

حتمًا ولا بد من وصف جديد لمناخ مصر، بات ضروريا ومستوجبا، ليس من قبيل رفاهية المتفكهين، أو من قبيل اللغو غير السياسى، أو ملء المساحات الفاضية على المقاهى، أو تزجية فراغ لناس فاضية.

رسم الخريطة المناخية الجديدة يُترجَم إلى رسم الخريطة الزراعية الجديدة، تقلبات المناخ بلبلت الفلاحين، وأطارت صوابهم، ولخبطت ثوابتهم، وزعزعت قوانينهم الزراعية، فلم يعودوا يميزون بين مسرى وبرمهات (من أسماء الشهور القبطية التي تنظم الزراعة).

الثابت يقينًا وعلى رؤوس الأشهاد أن المناخ المصرى تقلب تمامًا، صار متقلبًا، مزاجه متعكر، وأرجو ألا يستنيم خبراء الأرصاد طويلا على قاعدة حار جاف صيفًا دافئ ممطر شتاءً، لا يودون المساس بها وكأنها من الثوابت المرعية، مع أن العالم بأسره يغير نظرياته المناخية.

لسنا استثناء، ويستوجب أن نذهب سريعًا إلى قراءة جديدة لمؤشرات المناخ المصرى، خلال العقد الأخير على أقل تقدير، هذا من قبيل الأمن القومى، الذي يرتهن بالأمن الغذائى، فضلا عن معايش الناس، وطبيعة اللباس، وشيوع الأمراض، ومتوالية الأوبئة القادمة من خارج الحدود في بلد تلفه صحراوات قاحلة ذات مناخ قارى.

القاعدة جو خانق صيفًا، سيبيرى مثلج شتاء، إذا جاز القول مناخيًا، القاعدة القديمة حار جاف صيفًا استنّها علماء، وتغييرها سيقوم عليه علماء، لا هي معادلة مقدسة ولا اكتسبت قداسة، هنا لا نتحدث عن صحيح البخارى، نتحدث عن صحيح المناخى، ولم يكتسب قداسة بعد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حار قائظ صيفًا حار قائظ صيفًا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon