بقلم -حمدي رزق
وكتب الرئيس السيسى على صفحته الرسمية بـ«فيس بوك» أنه انطلاقًا من واجب الدولة لدعم المواطن فى ظل الظروف الراهنة فقد وجهت الحكومة باتخاذ حزمة من الإجراءات الاجتماعية العاجلة.. الزيادات المقررة والمقدرة فى الحزمة الرئاسية تصحح الأوضاع المختلة فى الأسواق، وتوفر بعض السيولة فى أيادٍ شح بين أصابعها الزاد والزواد فى مقتبل شهر كريم مبارك. ولكن حذارِ من أن يبتلعها تجار الأقوات، هؤلاء نهمون لا يشبعون أبدًا، سيلقفون الزيادة الجديدة بموجة عاتية من رفع الأسعار وبالسوابق يُعرفون.
وعليه مستوجب استدامة الإجراءات الرقابية على الأسواق بغية ضبطها، والضرب بيد من حديد على متبضعى الأزمات، واستمرارية المعارض السلعية، لإطفاء نار الأسعار، وتمكين الطيبين من معاشاتهم اليومية. لافت حزمة القرارات الرئاسية الكريمة (الثالثة من نوعها بعد حزمتى بنى سويف والمنيا)، خصت وتخص فحسب العاملين بالجهاز الإدارى (الموظفين) وأصحاب المعاشات، وكرماء حياة كريمة، وهم بالملايين، الحمد لله باتوا مسرورين، وهذا ما يُشكر عليه ويُؤجر عليه الرئيس.. العطفة الرئاسية حبذا لو سرت كالتيار فى مؤسسات وشركات القطاع الخاص، والعاملون فى أعطافها بالملايين، ربما أضعاف من أكرمهم الرئيس بقراراته.
ويقينى أن رجال المال والأعمال والصناعة والتجارة لن يتأخروا عن عون أهلهم وناسهم وعمالهم وموظفيهم فى هذا الظرف العصيب، وفى ظل ضيقة معيشية ألمت بالجميع. وهل من مزيد من التعاضد المجتمعى، وأقصد العاملين باليومية، (الفواعلية) خارج القطاع الحكومى والخاص، هؤلاء يعانون بشدة من قسوة الغلاء، وحامدون ربهم وقانعون ولا يتشكون بل شاكرون ربهم فى السراء والضراء.
الطيبون تحسبهم أغنياء من التعفف، مثلهم مثل الطيور تغدو خماصًا وتروح بطانًا، متوكلين على الله حق توكله، يتمنون عطفة رئاسية مماثلة، وحزمة اجتماعية تعينهم على مؤنة الحياة. الحكومة سبقت بمد يد العون لهؤلاء فى قلب جائحة كورونا (ربنا لا يعيدها) امتدت يد الحكومة بتوجيهات رئاسية عطوفة إلى هؤلاء بحزمة اجتماعية أعانتهم على الوباء، ونالت الحكومة شكرًا وتقديرًا لافتًا، الخير يُقابل بالشكر، وخير الحامدين الشاكرين. نظرة رئاسية إلى هؤلاء الطيبين.
وكما كان الرئيس عطوفًا مع العاملين فى الجهاز الإدارى، والبسطاء فى تكافل وكرامة، والكرماء من أصحاب المعاشات، نظرة عطوفة إلى هؤلاء، وأحوالهم ليست جيدة، ينتظرون عطفة مماثلة ومقدرة. أعرف أن حزم المساعدات الاجتماعية لأعداد مليونية تكلف المليارات من لحم الحى، والعين بصيرة واليد قصيرة عن إدراك كل الأمانى، ولكن كما يقول «المتنبى»: «على قدر أهل العزم تأتى العزائم.. وتأتى على قدر الكرام المكارم».
ومكرمة تترجم عملًا مشرفًا، ورجل ذو مكارم يقال له كريم. هؤلاء الطيبون فى أمس الحاجة إلى عطفة رئاسية مقدرة، وحزمة مساعدات اجتماعية، والرئيس يعرف أكثر دفتر الأحوال المصرية، ومتعاطف تمامًا مع الطيبين، يعرف عنهم وعن أحوالهم ويسمع منهم مباشرة خلال جولاته الميدانية فى مواقع العمل والإنتاج. السيسى عايش الحالة بتفاصيلها، ويعبر عنها جيدًا بقرارات مدروسة، والحكومة ملمة بهذا الملف تمامًا (ملف العاملين باليومية) من أيام الجائحة، وتملك كل المعلومات والبيانات وبأرقام التليفونات، وتستطيع أن تصل إليهم تباعًا