توقيت القاهرة المحلي 15:59:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تغيير المنكر بالشبشب!

  مصر اليوم -

تغيير المنكر بالشبشب

بقلم - حمدي رزق

رغم أنه حادث فردى، لكنه يعبر عن مشكل اجتماعى يستوجب توقّفًا وتبيّنًا، توقفًا أمام نوعية جديدة من «المحتسبين الجدد»، وهذه تسمية أخشى ألّا تعيها هذه السيدة البسيطة، التى هاجمت ثلاث فتيات إذ فجأة، نهيًا عما اعتبرته خرقًا لـ«الحشمة المجتمعية» فى شهر رمضان.كما نشرت «المصرى اليوم»، كأى يوم عادى، استقلّت ٣ فتيات (جنة وسلمى وآية) مترو الأنفاق فى طريقهن إلى المنزل، كانت الأمور تسير بشكل طبيعى حتى هاجمت سيدة فى المترو فتاة من الثلاث، وقالت لها: «لِمِّى اكتافك دى.. الرجالة طالعة ونازلة، ده إنتو بمناظركم دى تتمسكوا دعارة».

سجلت إحدى الفتيات الفيديو، وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، بعنوان «هجوم سيدة المترو على فتاة بسبب ملابسها».. نال متابعة كثيفة، والمحزن هجوم بعض زعران التواصل الاجتماعى «المحتسبين الجدد» على الفتاة نصرة للسيدة المعتدية، ولوم الفتيات والتنمر عليهن بضراوة!!.إزاء تطبيق جديد لفكرة «معشِّشة» فى الأدمغة المغسولة تحت وطأة أفكار تشربتها التربة المجتمعية، أفكار ظُنَّ أنها توارت مع توارِى جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولكن غرسها المر سنعانى منه طويلًا، أخطر ما نواجهه مخلفات هذه الجماعات التكفيرية، أقرب إلى ألغام أرضية عشوائية تنفجر فى وجوهنا بمجرد اللمس.

لم ترتكب أى من الفتيات جرمًا، ولم يصدر عنهن ما يخدش الحياء، ولكن الأرض حبلى بحمل سفاح، ماشيين على حصى مسنون يُدْمِى، على كسر زجاج يُخلِّف جراحًا عميقة فى جسد المجتمع، يُثْخِنه جراحًا.خطورة فعلة السيدة (البسيطة) أنها التطبيق العملى لفكرة تغيير ما يرونه منكرًا، فعلتها باللسان وبالشبشب، وهذا جد مخيف، أن يُعين أحدهم نفسه محتسبًا على الناس فى الطرقات، ويزجر هذا، وينهر هذا، والأخطر استخدام العنف (الشبشب) فى تأديب المختلفين لباسًا أو دينًا أو طبقة اجتماعية، أخشى تحكيم قانون الغاب فى عربات المترو.. وليست أول مرة تحدث فى المترو، يُروى من داخل المترو حكى بغيض!.

خشيتى وخشية الحادبين على مدنية الدولة من مستصغر الأفعال قد يراها البعض تافهة وهامشية ولا تعبر عن مكون مجتمع طبيعى، يُقال فى وصفه إنه متدين.. متسامح، ولكن كما يقولون إن معظم النار من مستصغر الشرر، فقد ينشب ما هو أخطر، وقد يهتبل بعض المرجفين فى المدينة الفرصة، ويجولون منذرين مُهدِّدين مُكوِّرين القبضات فى وجوهنا، فنخشى ونخاف، وكلما كسبوا أرضًا، طمعوا فى مساحات أخرى، فتضيق المساحات، فنختنق بين ضلوعنا المكشوفة أمام شباشبهم الثقيلة.

تخيل مجرد أن إحدى الفتيات، (آية)، ردَّت على السيدة المحموقة قوى، التى تصيح: «إنتى فاجرة، إنتو بمناظركم دى تتمسكوا دعارة»، ردت: «بتتكلمى كده ليه؟»، قلعت لهم الشبشب، كانت عاوزة تضربها به، عنف لفظى قاسٍ، متبوع بتهديد بعنف بدنى، وعليها شهود استنكروه، وحسنًا فعلوا.القبض على «سيدة الشبشب» والتحقيق معها ليس كافيًا، المهم التعبير عن رفض المجتمع وتصديه لمثل هذه التصرفات الهمجية، صحيح أنه لم يحدث أذى بدنى، ولكن حدث ما هو أفدح،ترويع وترهيب وتخويف، والرسالة بعلم الوصول، تُولد فوبيا مجتمعية.أخشى أن كل سيدة أو فتاة ستقف أمام المرآة طويلًا لتغطى ما ظهر منها، خشية ما ينتظرها على قارعة الطريق، الشوارع ملغومة بالمتحرشين والمتنمرين والمحتسبين الجدد، وبالمناسبة هم من العاديين المحشوة أدمغتهم بأفكار التكفير، وفى أقدامهم شباشب!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغيير المنكر بالشبشب تغيير المنكر بالشبشب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon