توقيت القاهرة المحلي 19:12:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزير لا ينام!

  مصر اليوم -

وزير لا ينام

بقلم - حمدي رزق

تريثت حتى تستقيل الوزارة، ويخرج الدكتور «على المصيلحى» وزير التموين من حقيبته، حتى أوفيه حقه، فلست بطالب قرب ولا مطلوب..

هناك من يضنّ بكلمة شكر على المغادرين، يدخرها للقادمين، يروم مغنما، صحيح لا شكر على واجب وطنى، ولكن الشكر مستوجب لرجل أؤتمن على الأمانة فأداها إلى أهلها كاملة غير منقوصة، واجتهد ما استطاع إليه سبيلا..

أن تكون وزيرا للتموين فى المحروسة.. أنت وزير ممتحن، متعلق من رقبتك، فى عنقك الملايين من الطيبين، وعليك أن تجتهد لتسد حاجاتهم الأساسية، فضلا عن تطمينهم على الأرصدة التموينية، وتراقب الأسواق، وتقف على الأسعار زنهار زى الديدبان.

وقبلها وبعدها، تظهر على الناس مبتسما، ما يترجم ثقة، ويكون لسانك حلو، بينقط سكر تموينى، ومستعد للحساب يوميا بالجملة والقطاعى، وعلى مدار الساعة، وجاهز بالرد آناء الليل وأطراف النهار.

ومع كمية «هرى» مفرطة، يجافيك النوم، تصحو مفزوعا مع كل دولار زيادة فى أسعار القمح فى البورصات العالمية، كم ساعة ينامها وزير التموين.. إذا سألت الدكتور المصيلحى سيجيبك: (لا أنام)!

قلبى مع وزير التموين، هذا وزير ممتحن، فى رقبته أقله 74 مليون من الطيبين الذين ينتظرون منه إغداقا على بطاقات التموين.. معلوم، العين بصيرة والإيد قصيرة عن الوفاء بكل المطلوب.

اجتهد الدكتور المصيلحى قدر استطاعته، لكنه كان فى امتحان جد عسير، الناس لا ترحم، والناقدون أكثر من الشاكرين، يحاسبونه حساب الملكين قبل الأكل وبعده..

ناهيك، الحملة فى الفضاء الإلكترونى والتى دأبت على تشييرها منصات إخوان الشيطان ومن ولاهم على الدكتور المصيلحى، واصطياد كلماته، وتشويه تصرفاته، وإجهاض مخططاته لتوفير الغذاء الضرورى، كانت حملة مستدامة، ومتعمدة، ومخططة، وممنهجة..

ولو ولع وزير التموين صوابعه العشرة شمع، هناك شكوى، صحيح الشكوى لغير الله مذلة، يظل وزير التموين فى الواجهة، لوحة نيشان، هدف مستباح، رغم أنه ينفذ سياسات مترجمة فى موازنات، وعليه حسن التدبير.

وزير التموين عادة بين شقى الرحى، بين حاجات لا تنتهى، وموازنات لا تكافئ المطلوب، ومطلوب منه كل صباح تدبير قمح لربع مليار رغيف، وهذا بند من بنود فاتورة الغذاء طويلة، ناهيك عن آلاف الأطنان من اللحوم والطيور والزيوت والسكر..

مطلوب منه سد الحاجات الأساسية من السلع الأساسية لنحو 105 ملايين، وزيادة 9 ملايين من اللاجئين والمهاجرين، معدة ضخمة تهضم الزلط..

وزارة التموين جد هى الأصعب بين وزارات الحكومة، تقريبًا شايلة حمل الحكومة على أكتافها، وتحتاج إلى رجل دولة، مواصفاته صبر وطولة بال، وخبرة سابقة بالأسواق، وعلاقات ودية مع المنتجين، وأكثر مع المستوردين، وحكمة فى التعاطى مع الأزمات الطارئة فى أسواق تضربها الفوضى وجنون الأسعار.

حتى الوزير لا يملك رفاهية التفاؤل ولو ليوم، اللى يبات فيه يصبح فيه، وعينه على مؤشرات الأسواق العالمية، وعينه الأخرى على مؤشرات الأسواق المحلية، يقينا لا ينام، والقمح فى المراكب تبحر تحت قصف مفرط.

بعد أن تقرأ هذه السطور الشحيحة فى الثناء على الدكتور المصيلحى، لا تملك سوى الدعاء لوزير التموين (القادم) بالفلاح، الحمل ثقيل، من يحمل حقيبة التموين يتصدق بعرضه، من تصدر لخدمة العامة، فلا بد أن يتصدق ببعض من عرضه على الناس، لأنه لا محالة مشتوم، حتى وإن واصل الليل بالنهار!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزير لا ينام وزير لا ينام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon