توقيت القاهرة المحلي 15:43:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزكاة بعرض ثياب!!

  مصر اليوم -

الزكاة بعرض ثياب

بقلم - حمدي رزق

لن يتغير السلفيون حتى لو قامت الحرب العالمية الثالثة، لا يزالون مُصِرّين على التضييق على الطيبين بالوعيد على إخراج زكاة الفطر قمحًا وشعيرًا وتمورًا، ويفتون بإمكان إخراجها (تجاوزًا) بقوليات، «فول وفاصوليا وأرز».. وغيرها.

ولا يأبهون بأزمة الحبوب العالمية ونقص الأقماح فى الأسواق، وبعمدية خلوٌ من المقاصدية العليا لإخراج الزكاة، يسهمون فى إحداث ربكة فى الأسواق من فرط السحب على المكشوف من المخزون الحرج من الأقماح.

والسؤال: ماذا يفعل ميسور، هل يتكالب على شراء أجولة القمح ليكيلها زكوات؟!، أَنَّى له هذا فى سياق حياة حديثة؟!.

وماذا يفعل فقير فى الحضر بصاع قمح أو شعير، هل يطحنها فى الخلاط ويخبزها أرغفة فى فرن البوتاجاز مثلًا؟!، أخشى أنه سيجمعها فى جوال، ويُعيد بيعها فى الأسواق بأبخس الأسعار، ما يترجم خسارة مُحقَّقة من زكاة مُقدَّرة، فلا هو استفاد منها ولا تمتع مَن أخرجها بثمرة زكاته.

لفتتنى خاطرة رمضانية معتبرة للدكتور «مختار جمعة»، وزير الأوقاف، يُعمل فيها العقل، ويُبين المقاصد الشرعية للزكاة ويُجلِّيها وفق زمانها ومكانها.

«إخراج زكاة الفطر نقدًا فى زماننا هذا أنفع للفقير، ومراعاة مصلحة الفقير معتبرة شرعًا ومن فقه المقاصد، ولا إنكار على مَن أخرجها قوتًا، وإن ترجَّح لدينا إخراج النقد لسعة تصرف الفقير فيه».

ما جادت به قريحة الدكتور جمعة ذهب إليه مفتى الجمهورية، الدكتور «شوقى علام»، بجواز إخراج زكاة الفطر نقدًا، و«إن الأمر فيه سعة ويجب أن نرى ما يحتاجه الواقع ونطبقه، والواقع يقول إن الناس فى حاجة للمال أكثر مما سواه».

وللإيضاح من جانبنا، ولا ندَّعى فقهًا، حاجة الفقراء إلى المال مُلِحّة، أكثر إلحاحًا من صاع قمح أو صاع شعير أو صاع تمر، هذه حاجة الطيبين فى الجزيرة العربية فى صدر الإسلام، وحتى هذه الأنواع من الزكوات اجتهد فيها الصحابة فى حضرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، والحاجات تغيرت وتبدلت مع مرور القرون.

يُروى عن معاذ، رضى الله عنه، أنه قال لأهل اليمن: «ائتونى بخميس أو لبيس آخذه منكم مكان الصدقة، فإنه أهون عليكم وخير للمهاجرين بالمدينة»، وفى رواية: «ائتونى بعرض ثياب آخذه منكم مكان الذرة والشعير..».

وأهل اليمن كانوا مشهورين بصناعة الثياب ونسجها، فدفعها أيسر عليهم، على حين كان أهل المدينة فى حاجة إليها، وقول معاذ الذى اشتهر، فرواه «طاووس»، (فقيه اليمن وإمامها فى عصر التابعين)، يدلنا على أنه لم يفهم (معاذ) من قوله صلى الله عليه وسلم: «خذ الحب من الحب» أنه إلزام بأخذ العين، ولكن لأنه هو الذى يطالب به أرباب الأموال، والقيمة إنما تؤخذ باختيارهم، وإنما عين تلك الأجناس فى الزكاة تسهيلًا على أرباب الأموال لأن كل ذى مال إنما يسهل عليه الإخراج من نوع المال الذى عنده، كما جاء فى بعض الآثار، أنه- عليه السلام- جعل الدية على أهل الحلل حللًا.

والدية عند الفقهاء مال، وتجب فى الجناية على النفس أو ما دونها، ويجوز إخراجها من ثلاثة أجناس: الإبل والذهب والفضة لاختلاف الناس فى ذلك.. والزكاة نقدًا بالقياس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزكاة بعرض ثياب الزكاة بعرض ثياب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon