بقلم - حمدي رزق
فقرة لافتة فى خطاب تكليف الرئيس للمهندس مصطفى مدبولى بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، نصًا من الخطاب «مواصلة مسار الإصلاح الاقتصادى، مع التركيز على جذب وزيادة الاستثمارات المحلية والخارجية، وتشجيع نمو القطاع الخاص».
مربط الفرس زيادة الاستثمارات ونمو القطاع الخاص، الرئيس وكل الحادبين على المصالح العليا لهذا الوطن يمنون أنفسهم بنهضة القطاع الخاص الوطنى، وتخارجه من كبوته التى كبحت نموه، فأقعدته عن الإسهام فى تفكيك الأزمة الاقتصادية التى تمسك برقبة الوطن (مرحلة عنق الزجاجة).
تكليف رئاسى بتوجيه محدد، استثمار وقطاع خاص، ثنائية، قطبا معادلة النجاح، لعل الرسالة الرئاسية وصلت، رسالة بعلم الوصول لحزب أعداء القطاع الخاص!
الشراكات الاستثمارية الوطنية لن تُثمر وفيرًا إلا بشراكة القطاع الخاص، معلوم الشريك الأجنبى لا يبحث عن الحكومة كشريك يبحث عن شريكه الطبيعى، عن قطاع خاص يشارك قطاع خاص، بينهما لغة واحدة، تحكمهما فكرة واحدة، يعتنقون مبدأ دعه يعمل دعه يمر بالبلاد من عثرتها الاقتصادية.
فلينفر القطاع الخاص الوطنى من فوره للإسهام الإيجابى فى العملية الإنتاجية، ويقتحم المجالات التى توفرت الدولة على تهيئتها بكلفة مليارية، الأرض باتت صالحة للإنبات، ازرعوها مصانع، استثمر، اكسب، افتح بيوت، عاوزينها تبقى خضرة.
التكليف الرئاسى واضح جلى، لا لبس فيه، أولويات جذب الاستثمار ورعاية القطاع الخاص، إذن حان وقت تخارج الدولة من نشاطات يبدع فيها القطاع الخاص، تخارجًا يترجم فتح المجال الحيوى دون عوائق بيروقراطية، الدولة حاضنة للقطاع الخاص ليست منافسًا.. حتى محتملًا.
التكليف برعاية نمو القطاع الخاص يجب أن يُترجم على الأرض فرصًا عادلة، والمكاسب مضمونة للدولة وللقطاع الخاص.
مصر فى أمس الحاجة لنهضة القطاع الخاص الوطنى، فليقبل القطاع الخاص على إجابة الدعوة الرئاسية بالشراكة الإيجابية، ويقتحم مجالات الإنتاج، ويستثمر فى وطنه، القطاع الخاص قطاع وطنى مخلص بعيدًا عن الاتهامات الجزافية التى تكيلها منصات معادية.
لماذا حديث القطاع الخاص فى خطاب التكليف الرئاسى؟ لأن الطريق باتت ممهدة، والدعوة صادقة، فلا مجال للشك والتشكيك، والتقاعس عن أداء الواجب الوطنى، وجنيه استثمار يفرق كتير، وكل جنيه يخلق فرصة عمل، وفرصة العمل تترجم فتح بيوت، والعمالة متوفرة، ومتشوقة للرزق الحلال.
اللى يحتاجه البيت، يعز على النفس هجرة القطاع الخاص الوطنى إلى دول الجوار بحثًا عن حوافز لا يجد مثيلًا لها فى وطنه، وجحا أولى بلحم طوره، وحكمة جحا تترجم فتح المجال الحيوى أمام القطاع الخاص بأريحية اقتصادية، تدعمها إرادة سياسية واردة فى خطاب التكليف.
وفق التكليف (نمو القطاع الخاص)، وعليه من الصالح الوطنى جلسة مغلقة عاجلة ليست آجلة، ولو على هامش (الحوار الوطنى)، يدعو إليها الدكتور «مصطفى مدبولى»، رئيس الحكومة (المكلف)، جمعيات واتحادات القطاع الخاص، مستثمرين ومنتجين ومصدرين، تحت عنوان من بنات التكليف «نمو القطاع الخاص» لوضع وثيقة دولة تترجم التزامًا حكوميًا بضمان الفرص الكاملة فى ظل منافسة عادلة تمنح القطاع الخاص أسباب النمو وفق قواعد حاكمة ثابتة مستقبلًا.
حكمة التكليف، شراكة معتبرة ومقدرة، على طريقة الكل فى واحد، واحد صحيح، فى حب الوطن، وحب الوطن فرض علىَّ