الحق لا يُعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف رجاله، فالحق لا يُوزن بالرجال، وإنما يُوزن الرجال بالحق».
هذه القاعدة الأصولية توصف موقف رجال حزب «التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى»، يقفون موقفًا وطنيًا صلبًا رافضًا كل المحاولات الخبيثة لإعادة الجماعة الإرهابية إلى المشهد المصرى عبر امتطاء «حصان طروادة» الأجوف فى غمار الانتخابات الرئاسية.
الخطاب يبان من عنوانه، وموقف الحزب يبان من بيانه، وموقف حزب التجمع جلى وواضح، لا تشوبه شائبة وطنية، نموذج ومثال للالتزام الوطنى المستنير، الواعى بالمخاطر الوجودية التى تهدد كيان الدولة الوطنية، حزب التجمع يقف شامخًا مع أسود الجماعة الوطنية على ثغور الوطن.
نصًا من بيان السبت الماضى: «حتمية الحفاظ على الانتصار الشعبى الذى تحقق فى ثورة 30 يونيو، بالتخلص من حكم الجماعة الإرهابية، وإسقاط مشروع الدولة الدينية المطروح حتى الآن على أجندة أجهزة الاستخبارات الاستعمارية، والتى يشكل الإخوان وحلفاؤهم إحدى أهم أدواتها».
بيان مهم، على وقته، والانتخابات الرئاسية على الأبواب، مهم قراءة البيان الشجاع بصوت عالٍ، والتوكيد على حروفه، وتبين فحواها..
التجمع يذكر والذكرى تنفع المصريين جميعًا بحتمية «دعم استقرار الدولة على أساس من نصوص الدستور، بسلطاتها التشريعية والقضائية والتنفيذية وقواتها المسلحة، والتصدى لكل محاولات تمرير سيناريو الفوضى الذى يستهدف النيل من هيبة الدولة، تمهيدًا لتفكيك الوحدة الشعبية الصامدة فى مواجهة هذه المخططات الإرهابية، ورفض كل من لا يلتزم بمواد الدستور، الذى يصون حقوق المواطنة، ويرفض قيام أحزاب أو أنشطة سياسية على أساس دينى».
حزب التجمع مجددًا يؤكد موقفه الثابت والتاريخى برفض وجود الجماعة الإرهابية بأى صورة من الصور، ويُذكّر الجميع بموقف الشعب المصرى بخروجه فى ثورة (30 يونيو) العظيمة، لإسقاط حكم المرشد.
الحزب الذى يستبطن الضمير الجمعى لعموم المصريين، على قلق من مخططات استخباراتية دولية تروم مغنمًا انتخابيًا، توطئ لمشروع الدولة الدينية (الإخوانية)، لايزال على أجندتها، وتضغط نظام الحكم فى قلب الشعب المصرى ليقبل بعودة الإخوان إلى المشهد مجددًا.
الحزب يكشف الغطاء عن مخططات استخباراتية تحوم حول الانتخابات الرئاسية، يحذر من سيناريو الفوضى، ومستوجب تحصين الدولة ومؤسساتها من الاختراقات التى يمثلها نفر من المرشحين يستبطنون أجندة صيغت بنودها فى المنافى، كشف عنهم الغطاء.
البيان يبان من بيانه الناصع وطنيًا، وعنوان البيان التجمعى «لا لعودة الإرهابية»، حزب التجمع ضميره الوطنى صاحى، لم يختن مبادئه فى المضاجع الإخوانية، ولايزال يقف «زنهار» يقظًا على خطوط التماس، محذرًا من «حصان طروادة» الذى حمل عسس الخيانة فى بطنه لتسقط حصون المدينة المنيعة وتحترق أعلامها.
الحزب يقطع قول خطيب مريب بنص لا يقبل المساومة «لا تصالح»، ومع من تصالح؟ مع من أفتى بقتل رجال الجيش والشرطة والقضاة ورموز الحركة المدنية جميعًا، من ابتدروا الشعب المصرى العداء ورموه بكل نقيصة، ولم يتركوا فرصة سنحت إلا ونهشوا لحومنا.
وماذا عن الشهداء، والدم الطاهر المراق، وماذا عن عائلات فقدت عمدها وشبابها، عن أبناء تيتموا، وعن زوجات ترملت، وعن أمهات احترقت قلوبهن، عن مواكب الشهداء، عن الجنازات العسكرية، عن نشيد الشهيد؟
الإخوان لا عهد لهم ولا أمان، وبالسوابق يعرفون، والموقف الوطنى واضح جلى، ما عبر عنه طيب الذكر الشاعر الوطنى «أمل دنقل» بصيحته التاريخية: «لا تُصالحْ.