بقلم - حمدي رزق
لم يغفر لـ«المصرى اليوم» ما تقدم من نهجها التنويرى، وخطابها الليبرالى، وكتابات المقدرين على صفحاتها نصرة للحق والعدل والخير والجمال والأخوة الإنسانية.
لم يغفر لها ما تقدم من دفاعها عن حرية العبادة، وحق المعتقد، وتبنيها المعنى الحقيقى للدعوة الرئاسية لتجديد الخطاب الدينى، ودعوتها المستدامة لخطاب دينى مستنير من نور السماء.
لم يغفر لها ما تقدم من دعوتها المستقرة فى أعماق خطها التحريرى لتمكين إخوتنا من حقوقهم كاملة غير منقوصة، ورفضها كل مس تحت دعاوى باطلة تهضم حقوقهم أو تمس حرياتهم أو تمارى فى كونهم مواطنين أصلاء قبل النظر فى خانة الديانة.
ما تقدم.. وتعبر عنه كتابات لمفكرين وطنيين تنويريين تزخر بهم صفحات وموقع «المصرى اليوم»، ويوميًا، دون مَنٍّ وَلَا أَذًى، بل حق مستحق فى إطار منظومة فكرية تحكم السياسات التحريرية ولا تحيد عنها أبدًا.
فإذا شطَّ قلم، أو انحرف، أو انجرف، ونشر خبرًا شاذًا على طبيعة «المصرى اليوم» فينسى البعض كل ما تقدم، ويذهب إلى اتهامات جزافية، تمس نزاهة «المصرى اليوم» وخطها التنويرى، وتلمز فى حق طاقمها التحريرى المعتبر، وكتابها المقدرين، تتهمهم وتُمعن فى الاتهام، بما ليس فيهم وهم منه براء، هذا مُحزن، يُحزن الحادبين على سلامة هذا الوطن من كل سوء.. والحساب مش بالقطعة!!.
اعتذار «المصرى اليوم» تعبير أصيل عن سياسة تحريرية مستقرة، والاعتذار من شيم الأخيار، وهو مستحق، وبادرت «المصرى اليوم»، ليس على سبيل الترضية، ولكنه تأكيد أكيد على سلامة الخط التحريرى، الذى لا يحيد عن ثوابته منذ تأسيس «المصرى اليوم» قبل ما يزيد على ١٨ عامًا فى حب هذا الوطن.
لم تمارِ «المصرى اليوم» فى خطأ حدث، وحدث بالفعل، ما أحزن وفجع شيوخ المؤسسة وشبابها، واستنكروه، واعتذروا عنه بصدق، ومن الأعماق.. ودرسنا دومًا، ازرعوا دائمًا ثلاث ثقافات، الاعتذار والمحبة والشكر، فمجتمعنا مجحف بها جدًا. (من مقولات الروائى البرازيلى «باولو كويلو»).
تراهن «المصرى اليوم» على ما تقدم، وصحيفة أعمالها المشرفة، وكم عانت من حملات التشهير والمقاطعة من أعداء هذا الوطن، وتحملت، ولم تنَكص، وقفت موقف حق فى كل الملمات الوطنية، ولم توالس جماعات إرهابية، ولم تهادن فى حقوق المواطنة كاملة على أرض وطن يعيش فينا.
حنانيكم، «المصرى اليوم» (وإن أخطأ محرر جرى توقيفه، ويخضع للمساءلة) ماضية فى خطها التنويرى، تزينها كتابات وطنية تنويرية ملهمة، تزخر بجواهر مدرسة التنوير المصرية، وتفتح صفحاتها يوميًا لأفكار بأقلام صاحبة رسالة، فضلًا عن خط تحريرى منبثق من الحالة الوطنية فى دولة مدنية حديثة.
العتب كما يقولون على قدر العشم، والعتب على قدر المحبة، عتب الأحباب، ومقدر تمامًا، ولكن التغول اغتيال لكل المعانى السامية التى تعتنقها «المصرى اليوم»، وكأن ما تقدم سراب، أو نقش على صفحة الماء، هذا بالضرورة ليس من العدل، يجاوز المنطق، الأخطاء واردة، وتحدث، مهم الدرس، والتعلم، وهذا من القواعد المستقرة فى صالة تحرير «المصرى اليوم».
أعلم أن «شهادتى مجروحة»، كونى من كُتَّابها، ورئيس تحرير سابقًا لهذه المطبوعة التى طبعت على الأفكار التنويرية، بسمتها الليبرالى، وطابعها المدنى، واستبطانها القيم الإنسانية العليا.. وفى الأخير لوم «المصرى اليوم» مثل لوم الحبيب، وحبيبك يبلع لك الزلط، أبدًا لا يتمنى لك الغلط.