بقلم - حمدي رزق
«فعل مخز يستفز مشاعر المسلمين حول العالم فى أول أيام عيد الأضحى المبارك، ويتنافى مع قيم احترام الآخر ومقدساته؛ ويؤجج من مشاعر الكراهية بين الشعوب».
عبرت الخارجية المصرية عن حزننا وغضبنا إزاء تطاول أحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف بالعاصمة السويدية «ستوكهولم».
البيان المعتبر يشير بوضوح إلى تصاعد ظاهرة «الإسلاموفوبيا» وجرائم ازدراء الأديان مؤخرًا فى بعض الدول الأوروبية، ما يكلف العالم ما لا يحتمل من انفجار موجة كراهية عارمة.
الإسلاموفوبيا تترجم رُهاب الإسلام «Islamophobia»، تترجم بالعنصرية الدينية، التحامل والكراهية والخوف المفرط من الإسلام والمسلمين، أو أى شىء مرتبط بدين الإسلام، مثل المساجد والمراكز الإسلامية والقرآن الكريم والحجاب.
بيان مصرى معتبر يعبر عن غضبة جموع المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، إلا القرآن الكريم، ونحن أمة تحترم الشرائع والعقائد، ولا تعادى معتقدًا كان، وتؤمن بحرية العبادة، قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم، «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ»، (الكافرون/ 6).
القرآن الكريم، خط أحمر، كتابنا أغلى علينا من أنفسنا، والإساءةُ إلى مقدساتنا هكذا علانية فى تحد سافر وسافل، دعوة صريحة للكراهية والعنف، وانفلات من كل القيم الإنسانية والحضارية.
يحدثوننا فى الغرب عن الإرهاب، ومثل هذه التصرفات الرعناء هى الإرهاب بعينه، يمكن أن يُدخل العالم بأسره فى أزمات قاتلة وحروب دينية طاحنة، ومن هنا يبرز تحذير الخارجية المصرية، على المجتمع الدولى أن يتصدَّى بكل حزمٍ وبأس وقوَّة لوقف مخاطر هؤلاء العابثين.
البيان المصرى على وقته يلجم فتنة وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ، خطيئة هؤلاء المتطرفين لا تغتفر، بعمدية سافرة من متبضعى الأزمات الدولية، وتحمل تطاولا، وتكشف عن جهل فاضح بكتاب يحمل القمم العليا للآداب والفضائل والأخلاق.
الإساءة للقرآن جريمة نكراء، لا تسوغها حرية تعبير، والكتاب الكريم أعز وأكرم من أن يهان، ولن نمالئ فى سياق حرية التعبير على حساب كتابنا وديننا، ولن ننافق لنحسب لديهم متحضرين، التحضر يعنى احترام عقائد الآخرين ومقدساتهم.
الجهل الذى يعمه فيه شُذَّاذ الآفاق لا يبرر إهانة كتاب المسلمين المقدس، إذا كان شرط الليبرالية أن نصمت على حرق المصحف جانبهم الصواب، إذا كان شرط التنويرية أن نصمت على حرق الآيات التى تلهج بها قلوبنا دون تحرك يحرك الحكومات الغربية للجم متطرفيها.. هذا ليس مكتوبا علينا ولا مقررا يلزمنا، وسنرفع الصوت عاليا فى أجواز الفضاء، إلا كتاب الله، فليسمعوا غضبتنا، حتى يلزموا الحدود، ويكفوا عن الاستفزاز الذى يولد الإرهاب.
الاعتذار من الحكومة السويدية مستوجب عاجلا، للترضية الواجبة فى هذا الظرف العالمى العصيب، المشرحة العالمية مش ناقصة إرهاب، وكما نحترم ما يعبدون ويقدسون، واجب عليهم الاحترام الكامل لكتابنا ورسولنا ومقدساتنا وما نعبد.
لَيْسُوا سَوَاءً، الرد على الغرب جاء من الشرق، وتداول نشطاء على «تويتر» مقاطع فيديو وصورا للرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» محتضنا نسخة من القرآن قدمت له كهدية خلال زيارة إلى مسجد فى «داغستان»، ونقلوا عن بوتين قولا طيبا: «المسلمون إخوتنا والقرآن الكريم كتاب مقدس، وروسيا تكن احتراما شديدا للقرآن ولمشاعر المسلمين الدينية، وعدم احترام هذا الكتاب المقدس فى روسيا جريمة».