إذا ارتقى الدكتور «أحمد عمر هاشم» المنبر تمثل المصطفى اقتداء، له في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فيتحرك لسانه بالذكر، ويختلج فؤاده بالوصف، وينساب الدمع من عينيه حبا، لا يحبس دمعه اشتياقا، ويبكى حبيبه وحبيب المحبين، وفى حب طه يذوب العاشقون.
الدكتور هاشم أطال الله عمره، (مواليد ٦ فبراير ١٩٤١ بقرية بنى عامر، مركز الزقازيق، بمحافظة الشرقية) أستاذ الحديث، وعمدته، والمرجع المعتمد لعلومه، وأينما حل انحنت لعلمه الرؤوس، نحن قوم نجل العلماء، ما بالنا بعالم في حديث المصطفى، يرتقى بين العلماء، قامة وقيمة، رطب لسانه بالصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
وشيخنا الكبير سنا ومقاما الدكتور أحمد عمر هاشم بين يدى الأطباء، يجرى جراحة، والدعوات الطيبات تلف سريره الأبيض، تسرى شائعة عقور بوفاته، جرى نفيها لاحقا بعد أن لفّت أجواز الفضاء الإلكترونى.
شفاه الله وعافاه، عشر شائعات برحيله تواليا، متوالية شائعات الوفيات باتت مؤلمة، تقريبا لا يمر يوم إلا بشائعة خبيثة تحمل خبرا سوداويا يحزن المحبين، ولا سبيل للتيقن حتى يخرج أحدهم نافيا الخبر، وكأن شيئًا ما كان.
هكذا، نمضى أيامنا بين خبر وفاة ونفى، في الفضاء الإلكترونى هناك منصات إلكترونية عقورة تخصصت في إطلاق مثل هذه الأخبار السوداء، من ذا الذي يتعجل الآجال، «وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ» (الأعراف/ ٣٤).
أخبار الوفيات الكاذبة صارت ظاهرة سوداوية، وكم من نجوم المجتمع تأذوا بمثل هذه شائعات، مزعجة، وبعضهم يتشاءم، والبعض يكتئب، ولسان الحال «مستعجلين على موتنا كده ليه»؟!.
كثير ممن أصابتهم مثل هذه الأخبار السوداء يتألمون في صمت، ما يستتبع مشقة هائلة على أعصاب إنسان بلغ من العمر مبلغه، هذا يكلفه ما لا يحتمل.. اتقوا الله في الأحياء وترحموا على الأموات.. إذا كان في قلبكم ذرة رحمة!.
لا أخلاقى ولا إنسانى أن تصحو من نومك وقبل أن تصلى وتشكر الله على نعمائه تطالع خبر موتك مع قهوة الصباح، وقبل أن تدرى ما تفعل، «تتدربك» الدنيا من حولك، العائلة والأسرة يصيبها فزع رهيب، والأحبة والخلان تدهمهم الفجيعة، والأصدقاء يبادرون بالاتصال بعضهم بعضًا للتيقن من الخبر الحزين.
ومن تواتيه شجاعة الاتصال برقم الفقيد تمر عليه الثوانى كدهر كامل، فيتنفس الصعداء مع كلمة «ألو» بصوت الفقيد (سلفا) فيحمد الله كثيرا، وينهى المكالمة سريعاً لينقل للأصدقاء الخبر ويطمئنهم بعد ساعات من الألم والخشية.
صار واضحاً استهداف صفحات بعينها رموز مصر ونجومها الساطعة بمثل هذه الأخبار السوداء، الإخوان ومن على شاكلتهم من المتربصين يستهدفون رموز الدولة المصرية جميعا بمثل هذه الأخبار السوداء، دعاة وعلماء ونجوم الفن والسينما والأدب والفكر، للأسف شائعة مثلها أصابت كاتب هذه السطور عرضا وكانت ليلة ليلاء!.
وإذا لا قدر الله وقبض أحدهم، يتولونه بالشماتة واللعن والدعاء عليه وتمنى النار موئلا.. لن أنسى ما حييت شماتة الإخوان في وفاة الخال «عبدالرحمن الأبنودى»، والعم «سيد حجاب»، فضلاً عن شهداء الجيش والشرطة، وغيرهم كثير من الوطنيين الشرفاء.
أهل الشر منى عينهم، ويتخزق للإخوان عين، ولا يرون مصر إلا وقد أبيدت عن آخر شعبها، الإخوان عدو لكم ولرموزكم فاحذروهم، ودعاء بطول العمر للكبير سناً ومقاماً شيخنا إمام الحديث «الدكتور هاشم».