توقيت القاهرة المحلي 19:48:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وصايا صلاح منتصر

  مصر اليوم -

وصايا صلاح منتصر

بقلم - حمدي رزق

أكتب فى ذكراه (الثانية) مشتاقًا إلى صحبته، مغلفة بمحبته، ومحتوى حكمته، كان من الحكائين الحكماء، إذا سألتَه رأيًا يقص عليك من أحسن القصص.

الكتابة عن الأحباب (أحياء، أموات) واجب مستوجب، والكتابة عن أعز الناس فرض عين على المحبين، وإن رحلوا.. لا تزال قلوبنا عامرة بمحبتهم.

فى زمن صعيب، مياهه عكرة، ونفوسه محتقنة، وشخوصه ملتبسة، أتذكر طيب الذكر، الأستاذ الكبير «صلاح منتصر»، الله يرحمه، كان عنوانًا من عناوين المحبة الحقة، حالة إنسانية فريدة، رقيًّا إنسانيًّا نادرًا.

محظوظ وثلة من الأحباب أن عشنا زمن الكبار، وتربينا على قيم الحب والعدل والجمال، شيوخنا الأجلاء كانت لهم عيون جميلة ترى الكون جميلًا.

طيب الذكر قضى سنوات عمره مقتفيًا صور الجمال فى نفوس البشر ووجوههم الطيبة، ومعلوم أن الكتابة الجميلة من حنايا الروح الطيبة، وشيخنا الباسم كان يملك قلبًا كبيرًا تتسع حجراته للجميع.

لكل مُحِبّ موضع فى قلبه، فقط ونصيبك من حجراته يمينًا أو يسارًا، وكان يوزع محبته على الجميع كالبنبون حلو المذاق، لكلٍّ نصيب، كانت خيمته الروحية مثل خيمة «حاتم الطائى»، كرمًا، محبة، تسعنا جميعًا.

أكتب فى الحياة الدنيا مُحِبًّا لمَن كان (فى حياته) يحمل الحب للناس جميعًا، لم أرَه، الله يرحمه، إلا باشًّا باسمًا فى وجه الحياة، يعالج قسوتها بضحكة بشوش، كان يهون علينا الصعب، وكل عقدة عنده لها حلال، بتؤدة وعلى مهل وبثقة فى الله يتوفر على أعقد المشاكل، يحللها ويفككها، يسكب عليها بعض ماء من روحه الشفافة، تنساب خريرًا من نهر سائغ شرابه.

افتقاد، هذه حالتنا معشر المحبين، نفتقد «العم صلاح»، نفتقد شيخ العمود الصحفى، كان يجلس وسط المحبين فيغمرهم من فضله، يترعهم محبة، فإذا ما أترعت نفوسهم، تركهم ينثرون عبق المحبة فى حلهم وترحالهم.

مثل وصايا حكيم من حكماء الفراعين، لا تزال وصاياه تتردد فى تلافيف ذاكرتى، كن أنت ولا تكن غيرك، اكتب مُحِبًّا، املأ قلمك من محبرة قلمك.. واكتب جملًا جميلة، الكتابة الحلوة نعمة من الله.

طيب الذكر، كان طيبًا من الطيبة، رائقًا لا تعكر صفوه زوبعة، كلماته تحمل عبق زمن الطيبة والإيثار، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، وشيخنا صاحب فضل على كثير من الأحباب.

الكتابة عن العم صلاح منتصر فى غيبته ليست مرتهنة بذكراه الثانية، (تُوفى 15 مايو 2022)، فحسب محبة فى شيخ جليل، أعطى الكثير دون أن يطلب حتى القليل، عاش قنوعًا ورحل راضيًا مرضيًّا.

الكتابة هذه الأيام خشنة، عطشى للكتابة الناعمة، كتابته كانت ناعمة كالقطيفة، كتابة تُنعشك لا تُوترك ولا تُقلقك ولا تقضّ مضجعك، حتى عنوان عموده اليومى «مجرد رأى»، لا يفرضه عليك، عنوان راقٍ، يصوغه فى أدب واحتشام، وبين سطوره ثمة روح طيبة تسرى فى أعطاف الكتابة.

جد وحشتنا يا عم صلاح، وحشتنا كلماتك الطيبة مع قهوة الصباح، وحكاياتك فى جمع «الفرسان الكرام»، الله يرحمك أستاذنا الجليل، حتى ساعته أبحث عنك على الصفحة الأخيرة من «الأهرام»، وعندما لا أجدك أترحم عليك، ألف رحمة ونور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وصايا صلاح منتصر وصايا صلاح منتصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon