توقيت القاهرة المحلي 04:58:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكلام إلك يا جارة..

  مصر اليوم -

الكلام إلك يا جارة

بقلم - حمدي رزق

فى فيلم «غرام وانتقام» يقطع طيب الذكر «بشارة واكيم» شدو «أسمهان» بأغنية «أمتى حتعرف» بجملة موحية: «سامع.. الكلام إلك يا جارة»، فى غمز لافت للفت الانتباه.

المواطن المصرى عادة ما يغمز فى جنب حكومته بطريقة «الكلام إلك يا حكومة»، ويُشير منشورًا مجهولًا نكاية ومكايدة، وأحيانًا يجلد ذاته وظهر وطنه، المهم يغمز.. والبعض يلهب الظهور بسوط من لهيب.

معلومة مقررة على الفيس منذ عامين وحتى تاريخه، وعلى مدار الساعة إلحاحًا، الخطوط الإثيوبية سابع خطوط الطيران عالميًا، طبعًا الكلام إلك يا جارة، مقصود «مصر للطيران».

وقبل أن تقف على حقيقة الخبر، يصدمك رجل طيب عمره ما ركب طيارة إلا خطوط «مصر للطيران» فى عمرة رجبية، متفاخرًا بالخطوط الإثيوبية!!

مثله مثل من وضع صورة منتخب السنغال «أسود التيرانجا» على بروفايله الشخصى قبل مباراة نهائى كأس الأمم الإفريقية الماضية.. مكايدة.

وهكذا دواليك ناس طيبة تشير بوستات شريرة موجهة لإحباط النفسية المصرية المتعبة أصلًا من قسوة الحياة.

زمان كانت طبقة المثقفين تكايد مقارنة بأمريكا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا، تعليميًا وبحثيًا وتكنولوجيًا، ثم تطورت الحالة التحبيطية مقارنة بالنمور الآسيوية نموًا ودخلًا وتصديرًا.

وقبل عامين، دخلنا مرحلة المقارنة اللاتينية، وما إن انتهينا من الفراخ البرازيلية، دخلنا على إفريقيا شمال وجنوب الصحراء.

مثل هذه المنشورات المحبطة التى تُشير على نطاق واسع، هدفها معروف، نكاية فى الحكومات المصرية، والتعليم عليها، وإشاعة جو من الإحباط والتحبيط، كجزء من تلويث المناخ العام بعادم المنصات الإخوانية العدائية.

لا تهرف بما لا تعرف، ولا تعقد مقارنات لا محل لها من الإعراب، وبالمناسبة شخصيًا ركبت طائرات الخطوط الإثيوبية مرارًا فى مهمات عمل فى عواصم شرق إفريقيا، وشهادتى مجروحة مصريًا.

المنشورات من هذه النوعية السامة ليست مجانية، وليست من عنديات من يُشيرونها.. مثلها مثل منشورات الصادرات الرواندية، والمزارع الزامبية، والصناعات المغربية.

عجيب أمرهم، ألم يصادفك كمواطن صالح رقم مصرى يغبطك، تشيره محبة فى بلدك فخرًا وتفاخرًا؟!

ألم تطالع رقمًا يفتح شهيتك للشير، يعنى تشير رقم صادرات دولة لا تعرف موقعها على الكرة الأرضية، ونسيت الصادرات المصرية، وعندما تُشير مصريًا، تذهب مباشرة إلى ما يسد النفس، حجم الديون الخارجية، وسعر السجاير الكليوباترا.. وهدم مقابر الإمام.

تبضع الأرقام الموحية بالإحباط ليس تزجية وقت فراغ، الأرقام يتم تحضيرها فى فبريكات خاصة، وتُشير تواليًا، كل رقم يضرب فى رقم مصرى مقابل، ما يثير الحنق والإحباط مجتمعيًا.

طبعًا ذكر شركة الطيران الإثيوبية نكاية فى «مصر للطيران»، وأعداد السياحة فى تونس نكاية فى السياحة فى مصر، وأرقام التصدير الرواندية نكاية فى الصادرات المصرية.

هلا اجتهد أحدهم وبحث عن رقم الناتج القومى الوطنى وموقعه من النواتج الإفريقية على سبيل المقارنة الحميدة؟

هل رصد أحدهم الزيادة فى أرقام الصادرات المصرية، والسياحة المصرية؟ هل احتفى أحدهم بأرقام قناة السويس المحققة والموثقة عالميًا؟

متوالية الأرقام المبدورة كالبذور السامة فى الفضاء الإلكترونى، أرقام للمزايدة والمكايدة، أرقام تحبيطية تثبيطية، فضلًا عن تصيد الأرقام السلبية فى الحالة المصرية على طريقة «سامع.. الكلام إلك يا جارة»!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكلام إلك يا جارة الكلام إلك يا جارة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon