فى فيلم «غرام وانتقام» يقطع طيب الذكر «بشارة واكيم» شدو «أسمهان» بأغنية «أمتى حتعرف» بجملة موحية: «سامع.. الكلام إلك يا جارة»، فى غمز لافت للفت الانتباه.
المواطن المصرى عادة ما يغمز فى جنب حكومته بطريقة «الكلام إلك يا حكومة»، ويُشير منشورًا مجهولًا نكاية ومكايدة، وأحيانًا يجلد ذاته وظهر وطنه، المهم يغمز.. والبعض يلهب الظهور بسوط من لهيب.
معلومة مقررة على الفيس منذ عامين وحتى تاريخه، وعلى مدار الساعة إلحاحًا، الخطوط الإثيوبية سابع خطوط الطيران عالميًا، طبعًا الكلام إلك يا جارة، مقصود «مصر للطيران».
وقبل أن تقف على حقيقة الخبر، يصدمك رجل طيب عمره ما ركب طيارة إلا خطوط «مصر للطيران» فى عمرة رجبية، متفاخرًا بالخطوط الإثيوبية!!
مثله مثل من وضع صورة منتخب السنغال «أسود التيرانجا» على بروفايله الشخصى قبل مباراة نهائى كأس الأمم الإفريقية الماضية.. مكايدة.
وهكذا دواليك ناس طيبة تشير بوستات شريرة موجهة لإحباط النفسية المصرية المتعبة أصلًا من قسوة الحياة.
زمان كانت طبقة المثقفين تكايد مقارنة بأمريكا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا، تعليميًا وبحثيًا وتكنولوجيًا، ثم تطورت الحالة التحبيطية مقارنة بالنمور الآسيوية نموًا ودخلًا وتصديرًا.
وقبل عامين، دخلنا مرحلة المقارنة اللاتينية، وما إن انتهينا من الفراخ البرازيلية، دخلنا على إفريقيا شمال وجنوب الصحراء.
مثل هذه المنشورات المحبطة التى تُشير على نطاق واسع، هدفها معروف، نكاية فى الحكومات المصرية، والتعليم عليها، وإشاعة جو من الإحباط والتحبيط، كجزء من تلويث المناخ العام بعادم المنصات الإخوانية العدائية.
لا تهرف بما لا تعرف، ولا تعقد مقارنات لا محل لها من الإعراب، وبالمناسبة شخصيًا ركبت طائرات الخطوط الإثيوبية مرارًا فى مهمات عمل فى عواصم شرق إفريقيا، وشهادتى مجروحة مصريًا.
المنشورات من هذه النوعية السامة ليست مجانية، وليست من عنديات من يُشيرونها.. مثلها مثل منشورات الصادرات الرواندية، والمزارع الزامبية، والصناعات المغربية.
عجيب أمرهم، ألم يصادفك كمواطن صالح رقم مصرى يغبطك، تشيره محبة فى بلدك فخرًا وتفاخرًا؟!
ألم تطالع رقمًا يفتح شهيتك للشير، يعنى تشير رقم صادرات دولة لا تعرف موقعها على الكرة الأرضية، ونسيت الصادرات المصرية، وعندما تُشير مصريًا، تذهب مباشرة إلى ما يسد النفس، حجم الديون الخارجية، وسعر السجاير الكليوباترا.. وهدم مقابر الإمام.
تبضع الأرقام الموحية بالإحباط ليس تزجية وقت فراغ، الأرقام يتم تحضيرها فى فبريكات خاصة، وتُشير تواليًا، كل رقم يضرب فى رقم مصرى مقابل، ما يثير الحنق والإحباط مجتمعيًا.
طبعًا ذكر شركة الطيران الإثيوبية نكاية فى «مصر للطيران»، وأعداد السياحة فى تونس نكاية فى السياحة فى مصر، وأرقام التصدير الرواندية نكاية فى الصادرات المصرية.
هلا اجتهد أحدهم وبحث عن رقم الناتج القومى الوطنى وموقعه من النواتج الإفريقية على سبيل المقارنة الحميدة؟
هل رصد أحدهم الزيادة فى أرقام الصادرات المصرية، والسياحة المصرية؟ هل احتفى أحدهم بأرقام قناة السويس المحققة والموثقة عالميًا؟
متوالية الأرقام المبدورة كالبذور السامة فى الفضاء الإلكترونى، أرقام للمزايدة والمكايدة، أرقام تحبيطية تثبيطية، فضلًا عن تصيد الأرقام السلبية فى الحالة المصرية على طريقة «سامع.. الكلام إلك يا جارة»!!.