بقلم - حمدي رزق
فوز العالم الجليل الدكتور «محمد عبدالوهاب» بجائزة «الرواد» فى حفل مجلس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا فى دورته الـ 180، خبر يغبط المحبين، يستحق أكثر من هكذا تكريم، جائزة النيل إن شاء الله قريبة المنال، وأكثر من هذا تكريم مستحق.
«المُتَبَتِّل».. هكذا لقبه. الدكتور عبدالوهاب مُتَبَتِّلٌ فِى زُهْدِهِ، مُتَبَتِّلٌ فِى علمه، مُتَعَبِّدٌ يرنو إلى السماء طلبا للعون، ومُتَخَشِّعٌ أمام طاولة الجراحة، مَن تواضع لله رفعه.
المُتَبَتِّل طبيًا، رائد زراعة الكبد وأستاذ جراحة الكبد المتفرغ بطب المنصورة والمشرف على وحدة زراعة الكبد بمركز الجهاز الهضمى، العالم الجليل يقود فريقا من المُتَبتلين طبيا، يعملون فى صمت، وينجزون فى صمت، وشعارهم «دعونا نعمل فى صمت» لتخفيف آلام المرضى.
يحمل فى صدره رسالة طبية، قربى إلى الله، وخدمة للطيبين ممن امتحنوا بمرض الكبد الذى ينهش أكباد المصريين ويورثهم يأسًا وقعودًا عن تلبية النفقات الباهظة لإجراء جراحات زرع الكبد. فى مركز الدكتور عبدالوهاب يزرعون الكبد مجانا (على نفقة الدولة) وبمعونة الكرماء. العلاج مجانا حق للمريض يعتقده العالم الجليل.
فى جامعة المنصورة إنجاز طبى فريد، فريق طبى مجتهد يقوده الدكتور عبدالوهاب، أنجزوا وبنجاح طبى تشهد به الدوائر الطبية محليا ودوليا عدد 1000 حالة زراعة كبد وبنجاح لافت، ما جعل المركز قبلة للمرضى، يقصدونه من كل فج عميق.
عُرفت جامعة المنصورة بمراكزها الطبية المتطورة، عُرفت قديمًا ولاتزال بمركز جراحة الكلى والمسالك البولية، على اسم نبيل من نبلاء الطب المصرى الدكتور «محمد غنيم»، وعُرفت لاحقا بمستشفى ومعهد بحوث الكبد المصرى بشربين، الذى يتوفر عليه المبجل الدكتور «جمال شيحة»، وتكتمل الثلاثية الطبية فى المنصورة بمركز الدكتور عبدالوهاب لزراعة الكبد.
فرسان مدرسة الطب فى المنصورة يسجلون حضورا لافتا بعيدا عن العاصمة.. ورغم ضعف الإمكانيات، إلا أن همة البشر وخيرية ناس المنصورة الطيبين توفر مددا لا ينضب.
جائزة الدكتور عبدالوهاب الحقيقة ينالها كل يوم (إثنين) من كل أسبوع عندما يزرع الأمل (الكبد) فى نفوس معذبة.. يوم الإثنين يغلق هاتفه ويدخل محرابه «غرفة العمليات» مجتهدا ما استطاع إليه سبيلا فى إنقاذ مريض.
الجائزة مستحقة ولها مقدمات، والنتائج مبهرة، والعزم أكيد على نقلة نوعية تنتظر المركز النموذجى، بعطفة مقدرة من الرئيس السيسى دعما للمركز بما يقدر بـ (نصف مليار جنيه)، كلفة تجهيزات مبنى زراعة الكبد الذى تبرع بأرضه متبرع كريم.
العطفة الرئاسية ستنقل المركز نقلة مؤسسية، وستمكنه من إنجاز طبى فريد، والانتهاء من قائمة الانتظار الطويلة، وتسجيل أرقام قياسية فى زراعة الكبد، وهو ما يطمح إليه فريق الدكتور عبدالوهاب الذى يلهج لسانه بشكر الرئيس السيسى على عنايته بالمركز فى مبادرة طبية كريمة.
لافت فى هذا المنجز الطبى المحترم أن جميع المرضى من مختلف المحافظات يتم إجراء عملية الزرع مجانا.. وهذا توجيه كريم من الرئيس شخصيًا.. وهنا يستوجب الشكر للرئيس الذى بادر بتحمل الحكومة العبء كلية عن المرضى المنكوبين بالفشل الكبدى، وهى جراحات مكلفة، ولكن حياة مصرى واحد عند الرئيس تساوى كثيرًا.. وهذا نهج رئاسى يتجسد يوميا، ونادرا ما يحدث فى العالم، وهذا بشهادة الدكتور عبدالوهاب.