توقيت القاهرة المحلي 14:09:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضمير الجمهورية الفرنسية

  مصر اليوم -

ضمير الجمهورية الفرنسية

بقلم - حمدي رزق

حرية، مساواة، أخوّة (بالفرنسية: Liberté، égalité، fraternité) الشعار الوطنى الفرنسى، حافظ الفرنسيون على نصاعة شعارهم دوما، وظلت باريس قبلة الحرية، وعنوان المساواة، ومجتمع الأخوة الإنسانية.

كشف غطاءه، عجبًا، الرئيس الفرنسى «إيمانويل ماكرون» جاوز الشعار، والمبادئ، ولطخ وجه الجمهورية الفرنسية، وجاهر بدعم مجرمى الحرب في الدولة العبرية غير عابئ بمظاهرات الرفض التي تعم ميادين باريس، تدين قتل المدنين الأبرياء في غزة.

ماكرون يكذب ويتجمل، ويعرب في اتصال بنتنياهو عن قلقه من زيادة أعداد الضحايا، تخيل ماكرون اعتراه القلق بعد قتل ١٣ ألف فلسطينى، متى يعتريه الرفض، هل يحتاج ١٠٠ ألف ضحية ليعلن موقفه مما يمثله الاحتلال الإسرائيلى من عدوان على شعارات الجمهورية التي سكها الآباء المؤسسون للجمهورية الثالثة.

ماكرون يتجمل، ويأمر باستقبال ٥٠ مريضا غزاويا من ضحايا القصف الإسرائيلى في المستشفيات الفرنسية، ويسير ثلاث طائرات تحمل ١٠٠ طن من المساعدات الطبية إلى مطار العريش ومنه إلى مستشفيات غزة.

احتاج الرئيس ماكرون ٤٥ يوما ليصحو ضميره، لم يؤرقه وجحيم القطاع يستعر، عجبا ماكرون يتصل بالجزار نتنياهو، ليقول له ضحايا القصف باتوا كثيرا، بمعنى «خف شوية»، ١٣ ألفا من الشهداء حتى ساعة كتابة هذه السطور، رقم لم يتحمله ضمير الجمهورية الفرنسية التي تتجمل بالقيم الحضارية، من فرط رقتها وحنيتها لا تحتمل مبيت قطة برية في برد الشتاء دون أن توفر لها الحليب الدافئ.

ماكرون نموذج ومثال للقادة الغربيين، أمثال «ريشى سوناك» (رئيس وزراء المملكة المتحدة)، و«أولاف شولتس» المستشار الألمانى)، و«جو بايدن» (رئيس الولايات المتحدة الأمريكية) ثلاثتهم ورابعهم ماكرون، ذبحوا الشعب الفلسطينى بدم بارد، ودعموا آلة الحرب الإسرائيلية المجنونة بالمال والسلاح والدعم السياسى.

كاذبون، يكذبون على شعوبهم ويتجملون أمام الرأى العام العالمى ببعض المساعدات الشحيحة، والاتصالات الخجولة على طريقة (خف شوية يا بيبى.. إيدك ثقيلة يا معلم).

مقارنة فاضحة بين ١٠٠ طن مساعدات فرنسية بعد ٤٥ يوما من ذبح شعب أعزل، وبين عشرة آلاف طن مساعدات مصرية (ومستمرة)، ما قرره ماكرون في تصريح إنسانى لف العالم معبرا عن ضمير الجمهورية الفرنسية الرؤوم، لا يساوى ما جمعه تلاميذ أجا في الدقهلية من تبرعات لأطفال غزة.. والله باريس لتخجل من كرم أجا، وماكرون لا يخجل، يكذب ويتجمل عالميا.

لن أحدثك عن المساعدات الغذائية والطبية الأمريكية، حاجة تكسف، أخيرا تذكر بايدن أطفال غزة، يمدهم ببعض الحليب بعد ٤٥ يوما من الحصار الصارم والقصف البربرى.

حنية الوز، هكذا يوصف الدعم الأمريكى الإنسانى لغزة، لن نقارن بين الدعم الأمريكى لجيش الاحتلال بالعتاد والسلاح والمعلومات الاستخباراتية والحصار البحرى، وبين كوب حليب بارد يقدم إلى طفل من الخُّدَّج الرضع الذين يصرخون استغاثة من قسوة الحصار.

يلزم التفرقة بين شعوب الغرب وحكام الغرب، بين شعوب تتظاهر في الشوارع رفضا للحرب البربرية، وحكام من صنف ماكرون الذين ماتت ضمائرهم.

ضمير الجمهورية الفرنسية بعافية، الجمهورية الفرنسية تتجرد من ملابسها القشيبة، ضبطت عارية من ورقة التوت، كل مساحيق التجميل التي يستخدمها ماكرون في شكل مساعدات طبية وفتح المستشفيات الفرنسية، لن تجمل الوجه القبيح للجمهورية الفرنسية التي كانت عنوان التحضر والرقى والإنسانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضمير الجمهورية الفرنسية ضمير الجمهورية الفرنسية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon