بقلم - حمدي رزق
أجمل ما فى الفيس اللمحات الطيبة التى ينثرها كالعبير ناس جميلة، ناس معنية بتسجيل آيات من جمال وطيبة وحنية البشر الطيبة على الناس الطيبة، دعك من الناس العقورة التى تعمه فى ظلام أنفسها، لا ترى شروق الشمس صباحا، ظلمة النفس كالصحراء موحشة.
منقول عن الروائى البريطانى «جورج أورويل» قولا موحيا «ألقاك فى مكان يغمُره النور.. حيث لا ظلام»، ومنقول عن صديقى الفيسبوكى «أحمد علام»، منشور طيب، عبق الرائحة، يفوح محبة، مفعم بالإنسانية، مخلصه جبر الخواطر المتعففين، تحسبهم أغنياء من التعفف.. وجبر الخواطر كما يتفقون على الله.
نصا وبلغة «علام» دون تغيير أو تبديل أو تحوير، بلغته وبرائحة الفول والطعمية التى تشتاق إليها النفس صباحا وفى المساء أحيانا.. يقول «علام» فى منشوره: «كنت فى مطعم فول وفلافل وعدس باكل فيه.. وأنا مستنى الأوردر على ترابيزتى، جات سيدة خمسينية قعدت، وندهت للجرسون، وفضلت تسأله على أسعار كل الأصناف.. وسكتت مطلبتش..
أنا فهمت إنه مش معاها يكمل، فنويت اتدخل واطلب منها تيجى تاكل معايا.. ولكن سمعت الجرسون بيقولها بصوت منخفض (إنتى معاكى كام) قالتله (9 ج والله مش معايا غيرهم)....
قالها (خليهم معاكى أنا هجبلك أكل بعد متخلصيه تمشى على طول ومتسأليش حد على الحساب)... وجالى الأوردر بتاعى، فوانا باكل عدى عليا الجرسون ده.. فندهتله طلبت مياه.. ولما جالى سألته (هو إنت هتدفع للست دى ولا هتخليها تزوغ. أنا ممكن بدل المخاطرة أساعد معاك).. قالى (أنا نزلتلها وجبتى، أنا ليا وجبة يوميا.. ولكن بتصرف فيها وآخد تمنها.. أنا باجى الوردية وآكل فى بيتنا.. واعتبرت النهارده عادى وشكلها محتاج).
قولتله (طيب أساعد معاك).. فقالى (يا باشا عادى كله كلام سهل وبسيط والناس لبعضها ومش 20 ج ال هتوقف الدنيا وتغنينا يعنى). فشكرته جدا وصافحنى ومشى.. ووأنا خارج بحاسب سمعت جرسون زميله بيندهله بيقوله (شوف تربيزة 7 يا بيشوى).. والحقيقة اللى أسعدنى لما سمعت اسمه.. إن الست كانت محجبة ولابسة خمار.. والولد هنا تصرف بإنسانية ومواطنة وتعايش ودون أى اعتبارات أخرى.. والست خارجة شايف دعواتها للولد وامتنان نظرتها وشكرها.. فعلا الشعب ده ملوش كتالوج ثابت تفهمه بيه.. شعب تلاقى فيه حنية وقسوة.. طيبة ولؤم.. تعايش تام وتمييز.. جدعنة وندالة.. فيه كل حاجة وعكسها.. بس تعرفوا.. يمكن التنوع ده سبب استمرارنا رغم كل اللى بنواجهه اقتصاديا وفكريا..».
أثمن صنيع «بيشوى» وأغبط «علام»، وأحن
لطيب الذكر صلاح جاهين وهو يتغنى بالمحروسة:
«على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء
باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
وأكرهها وألعن أبوها بعشق زى الداء
وأسيبها وأطفش فى درب وتبقى هى ف درب
وتلتفت تلقينى جنبها فى الكرب
والنبض ينفض عروقى بألف نغمة وضرب
على اسم مصر».