توقيت القاهرة المحلي 18:22:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ولا يزال الثأر متأجِّجًا فى الصدور..

  مصر اليوم -

ولا يزال الثأر متأجِّجًا فى الصدور

بقلم - حمدي رزق

كتبت متيقنًا أن ثأر شبابنا فى رقبتنا، ونحن شعب لا ينام على ثأر، وبأيدى جنودنا سنثأر للشهداء قِصاصًا عادلًا، سنستأصل شأفة الإرهاب، ونقتلع جذوره، وندهس خلاياه النائمة، ونصيد ذئابه المنفردة وفلوله فى كهوف الصحراء، ثأر الشهيد نار محرقة تحرق كل معتدٍ أثيم.

وقبل أن تبرد دماء الشهداء، ودموع العيون جارية، كان الثأر من كلاب النار، كنس (٢٣ تكفيريًّا) فى ضربات جوية نافذة، وتكفلت قوات إنفاذ القانون (الشرطة) بتطهير الأرض الطاهرة من نجس الإرهابى، فى ملحمة بطولية دفع ثمنها الرجال السمر الشداد من أرواحهم الزكية، تروى الأرض المباركة.

ولا يزال الثأر متأجِّجًا فى الصدور، ولن تنام العيون الساهرة على أمن وأمان الوطن حتى تأخذ بالثأر، وقوم يا مصرى، مصر دايمًا بتناديك، خد بنصرى، نصرى دين واجب عليك، وعلى الوزن، خد بتارى، تارى دين واجب عليك.

ثأر الجنود أمانة فى أيادٍ طاهرة شريفة، فى أعناق مقاتلين أشداء، وقادة لا يلوون على ثأر، ثأر الشهيد عنوان عريض لقواتنا الباسلة، جيش من الشهداء، المفطورين على الشهادة، المرسومين شهداء منذ الميلاد، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون.

ونجيب منين ناس لمعناة الكلام يتلوه، لو تعلمون حجم التضحيات الجسام لقبّلتم الأرض من تحت أقدامهم، بطول الحدود وعرض البلاد هناك جند مجندة من خيرة الأجناد، ينتظرون منكم الدعاء، ادعوا لهم بالنصر أو الشهادة، ادعوا لهم
بِالْعَشِىّ وَالإبْكَارِ.

إنّا استودعناهم أمانة، وسبحانك خير مؤتمن، سبحانك الصاحب والسند، تلهمهم صبرًا، وتؤتيهم عزمًا، اشدد من أزرهم، سبحانك خير معين يا أرحم الراحمين.

من لم يَجُلْ فى صحراء مصر القاحلة لا يعرف حجم تضحيات الرجال، مناخ قارى يقطم المسمار بردًا، ويسيل من حر صيفه عين القطر (النحاس)، ليل موحش، وصيف يشوى الجلود من سف الرمال فى الوجوه، لا يحتمله إلا ذوو الجَلد، من بين الصلب والترائب، عزائمهم لا تلين، من أولى العزم وعلى قدر أهل العزم تأتى العزائم.

وحشة الصحراء المصرية قفارها مكتوبة على جبين الرجال السمر الشداد، فى المعسكرات والكتائب والنقاط الحدودية تروى الألسنة بطولات وكأنها أساطير، كل ضابط هنا وحده أسطورة، وكل جندى وحده بطولة، والعيون لا تنام، يتسابقون إلى الشهادة، فى شوق للشهادة، وكل عملية لها الموعودون.

عشت ليالى وأيامًا فى مَعِيّة الأبطال، وسجلت شهادات، وكان مَن التقيته أمس، أودعه اليوم، مفكرتى الصغيرة لا تزال تحوى أسماء أحياء شهداء، أو شهداء أحياء، أعزَّهم الله بالشهادة وكتب لجيشنا النصر.

حزين على فراق الأحِبّة منهم، إن العين لتدمع والقلب ليحزن، مواكب الشهداء تتقاطع فى الكفور والقرى والمدن، وحزين على حالنا، نتلهّى بترندات بلهاء عن بطولات
هى أولى بالحكى.

ننتحر اختلافًا وهم على قلب رجل واحد، نتباكَى على علاوات وبورصات، وهم مرابطون على الحدود، لا يُلهيهم بيع أو تجارة، أخشى أن بين ظهرانينا مَن لا يعتبر لشهادة، ولا تهزه تضحيات، ولا يقف إجلالًا للموت، الموت مثل الحزن ما بقالهوش جلال يا جدع.

ترحّم وتشهّد على الشهداء، وقبل أن تتشكّى من ضيق رزق، تمعّن فيمَن يكتفى بلقيمات يقمن صلبه وهو قائم يحرس فى سبيل الله، تذكروا جميعًا أن هناك شهداء أحياء..
طُوبَى للشهداء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولا يزال الثأر متأجِّجًا فى الصدور ولا يزال الثأر متأجِّجًا فى الصدور



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon