توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شَربة الحاج محمود

  مصر اليوم -

شَربة الحاج محمود

بقلم - حمدي رزق

يلفتنا البروفيسور «أسامة حمدى»، أستاذ أمراض الباطنة والسكر بجامعة «هارفارد» الأمريكية بمنشور تحذيرى، خلاصته: ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السُّفَهَاءُ مِنَّا.

البروفيسور العائد إلى مختبره بعد زيارته السنوية إلى مصر في أغسطس من كل عام مفجوعا من حالة الدجل المهيمنة على علوم التغذية في مصر يراها بيع وهم في لفافات دينية تخلب الألباب في مجتمع متدين إلى حدود الدروشة.

ويضرب المثل، ينفق المعهد القومى للصحة بالولايات المتحدة «NIH» حوالى 1.9 مليار دولار سنويًا على أبحاث التغذية، وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، تم نشر 1300 بحث علمى عن التغذية في كبرى الدورات العلمية المتخصصة.

وللبحث العلمى في التغذية شروط أكاديمية دقيقة جدًا وشديدة التعقيد، ويحتاج كل بحث لمراجعة متعمقة قبل النشر والتطبيق، فالغذاء إما دواء شافٍ، أو سمٌّ يقتل ببطء، كما أن الأمراض المرتبطة بسوء التغذية تكلف الولايات المتحدة حوالى تريليون دولار سنويًا!.

وتضم الأكاديمية الأمريكية للتغذية وعلوم الغذاء- والتى منحتنى مشكورة جائزتها الفخرية في عام 2021- (112 ألف متخصص) في علوم التغذية.. ولكن مع عميق الأسف في مجتمع تفشى فيه الجهل الصحى، أصبح مجال التغذية في مصر مفتوحًا لكل دجال أو محتال، فيكفى أن يُلحِّن قوله، ليُقنِع مستمعيه المغيبين بأنه يملك في يديه سر علاج جميع الأمراض!.

لقد أصبح مجال التغذية في مصر ساحة مفتوحة للعبث المفرط وبيع الوهم، أنا فعلًا حزين ومصدوم من الفيديوهات والبرامج المفتوحة على مصراعيها لهؤلاء المدعين الذين يستمع إليها- مع الأسف- وربما قد يصدقها ويتداولها بشراهة بعض المتعلمين.

المحزن والمؤسف أن بعض هؤلاء الدجالين ينسب نفسه إلى الجامعات المصرية، من الذين تحولوا بقدرة قادر إلى علم التغذية، ونزل عليهم وحيه وهم نائمون، فقاموا يبشرون البشر بدين غذائى جديد. كالحاوى يدعى قدرته على إبراء الأكمه والأبرص وشفاء السكر من النوع الأول، وأمراض المناعة والسرطان، وأمراض الجهاز الهضمى، والأعصاب، وكل ما استعصى علاجه، مع كلمتين بالإنجليزية لزوم الوجاهة الطبية والحزلقة العلمية!.. مثله مثل دجال المنصورة في الستينيات وهو يعتلى كرسيًّا في ميدان «الطميهى» ليبيع ماءً معكرًا في زجاجات وهو يصرخ «معايا شَربة الحاج محمود اللى تطلع الدود»!.

يضرب كل دجال منهم بمئات الأبحاث الجادة في علم التغذية عرض الحائط؛ فتجاربه كلها على مرضاه في دكانه الخاص، وكأنهم فئران تجارب.. المهم أن يصل رأيه الأحادى وأفكاره الشاذة التي جاءته في أحلامه، لينفذها صباحًا على مرضاه المتعلقين بقشة.

وفى ظل حالة من الذهان المجتمعى الشامل، أصبح كل ما هو سمك لبن تمر هندى مستساغ الطعم، ما دمت قد اشتريت الوهم، وجئت بقدميك إلى ميدان الحاوى.

والدجال ما عليه سوى ذِكر بعض الآيات البيّنات وبعض الأحاديث الشريفة، ويربطها باكتشافاته الجهنمية، لتنحنى الرؤوس فورًا مقتنعة ومسلّمة بما يهذى به في مجتمع متدين بطبعه، ما زال أغلبه يعيش في عالم الدراويش.

جاءتنى عشرات الرسائل تحمل فيديوهات غريبة لدجالى السوشيال ميديا، وتطلب منى التعليق عليها.. وبالطبع لن أستطيع؛ فالموضوع يحتاج فعلًا إلى فتح العشرات من المصحات العقلية والنفسية لعلاج هؤلاء، وأسوأهم من هو مقتنع أصلًا بما يدّعيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شَربة الحاج محمود شَربة الحاج محمود



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon