توقيت القاهرة المحلي 10:56:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خدش حياء روبي!!

  مصر اليوم -

خدش حياء روبي

بقلم - حمدي رزق

وهو المطلوب، دخلت أغنية الفنانة روبى «٣ ساعات متواصلة» قوائم الأكثر مشاهدة على «يوتيوب»!!.

هكذا تُدار الأمور، وتؤكل الكتف، ليس كتف روبى بالضرورة، افتكاس حالة جدل، وبلاغ خدش حياء، وبيان مصادرة لم يصدر، وتحقيق نقابى عقابى لم يحدث، ودخول جماعة النهى عن الفن على الخط، واحتشاد النقاد والفنانين فى مواجهة قصف مفرط، روبى تحت القصف!.

لو أحدهم سمع الأغنية لثلاث دقائق لانْفَضَّ سريعًا عنها، وترك روبى لحال سبيلها، ولكن لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يُراق على جانبه الدم، لقد خدشت حياء مجتمع الفضيلة، حق عليها العذاب، والعذاب بالمشاهدات، صارت أغنية ٣ ساعات متواصلة الأكثر مشاهدة فى ظرف ثلاث ساعات متواصلة.

هذا من سفاسف الأمور، وجاء فى «تاج اللغة»، السفساف، الردىء من كل شىء، لا أتحدث عن الأغنية، بل عن المناخ الذى صنعوه لرواج الأغنية، لا أزعم عقلًا، ولكن عقلى شتَّ، جُنَّ جُنُونُهُ، ترتيب الأولويات مستوجب، والصغائر لا تُلهينا عن المقاصد.

لا نملك رفاهية الاحتراب على سَفَاسِف الأمور توافهها التى تنبئ عن الخفة والضحالة والعبثية، تخيل ومصر فى مفرق وجودى، وهناك مَن يشتغلنا لساعات متواصلة، الاشتغالات الوهمية تُدير الرؤوس عن الهم الرئيس، الحدود أَوْلَى بالتركيز الشعبى، والاحتشاد من حول القيادة السياسية دعمًا فى معركة مصيرية واجب مستوجب.

السوس اللى بينخر فى عضم البلد يلفتنا عن قضايا وطن يستحق الحياة. تخيل سيناريوهات الحرب فى غزة، ومحاولات تفكيكها من حول عنق البلد، والناس فى شغل بأغنية هروقك، ربنا يروق لك بالك يا روبى، طول عمرك حنينة وبنت حلال.

أغنية روبى ليست هدفًا، روبى تغنى ما شاءت وشاء لها الهوى، حالتنا أصعب، تصعب على راكب الحصان الأسود فى ليلة لم يطلع لها قمر، إزاء غلوشة على القضايا الأساسية، هوامش هامشية تحرفنا عن جادة الطريق، مَن ذا الذى يستحضر الهوامش بكثافة ويحرفنا عن المتون؟!.

هل فيديو «روبى» أم المعارك الوجودية، هل أغنيتها قضية تستنفد «الوقود الحيوى» لهذا الوطن، مثل هذه الهوامش تصرفنا عن المعارك المصيرية، هل هذه قضايا ننفق فيها كل هذا الوقت والجهد، وتشغل ليلنا ونهارنا؟!.

تخيل أن جنود مصر وزهرة شبابها رابضون ليل نهار زنهار يحرسون الحدود فى درجات حرارة صفرية، والمغردون فى أَسِرّتهم الدافئة فاضيين لتًّا وعجنًا، ويتبعهم الغاوون، يعدون اللايكات، والمشاهدات، وفضائيات الليل وآخره مشغولة شغل السنين بسفاسف خدش الحياء.

تحس البلد راكبها جنى مصور، كل يوم ينفث افتكاسة من منخاره الفظيع، والافتكاسة من دخان ونار مثل عادم السيارة الخربانة تعمى العيون، وتتحول الافتكاسة إلى انتكاسة، ويتناحر الإخوة الأعداء، والمعركة قايمة والكفاح دوّار.

المغردون فى شغل، فى حتة تانية خالص، «الترند جنن البلد»، بين ظهرانينا ناس خبيثة، قدروا يسرقوا دماغ الشعب فى غفلة، الناس تنام وتصحى على أخبار الفيس المفسفسة، وفيديوهات يوتيوب المفتكسة.

فى مثل هذه الأجواء المشحونة سياسيًّا، والقيادة تخوض واحدة من أخطر معارك الوطن، يصرفون الانتباه إلى تفاهات، ويحتربون، وينتحرون اختلافًا، وكسة مجتمعية، والموكوس يزعق فى خواء نفسه: روبى تخدش حياء مجتمع الطهر والعفاف!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خدش حياء روبي خدش حياء روبي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon