توقيت القاهرة المحلي 10:09:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإحداد!!

  مصر اليوم -

الإحداد

بقلم - حمدي رزق

السلفية المجتمعية التى تشبعت بالسلفية الدينية الماضوية لاتزال تقبض على روح المرأة المسلمة، تكتم أنفاسها، فإذا تبرمت وقالت «بم» على قلبها و«ذم».. تطلع روحها.

رسالة حزينة بلغتنى من أرملة بلغت من العمر عتيا، ما إن فارقها حبيب العمر وعشرته، وبكته وارتدت لباس الحداد، حتى تحكم فيها من لا يرحم من بنى جلدتها، وفق تفسير تعسفى لنص شرع بألا تخرج من بيتها مدة أربعة شهور وعشرة أيام.

وكأنها فرصة وسنحت لقمع المرأة، وقبرها فى إثر زوجها، تقبع فى قاع بيتها لا تخرج البتة، ولا تكلم الناس، حتى شغلها ومعاشها وعلاجها، إياك تخطى عتبة الباب، تدفن نفسها بالحياة، تدخل القبر وراء المرحوم وتقفل الباب.

سألت فضيلة مفتى الجمهورية العلامة الدكتور شوقى علام عن حال هذه المرأة وفق النص القرآنى الكريم: «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِى أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ» (البقرة/ ٢٣٤).

قال الدكتور علام بسماحة ولطف، الله تعالى شرع (إحداد) المرأة المتوفَّى عنها زوجُها بتربصها زمن العدة، تعبُّدًا له سبحانه وامتثالًا لأوامره، ووفاءً للزوج ومراعاةً لحقه عليها.

ويجوز شرعًا للمرأة المعتدة من وفاة زوجها أن تخرج من بيتها لقضاء حوائجها، ليلًا كان ذلك أو نهارًا، ما دامت تأمن على نفسها.

كما يجوز لها الخروجُ لزيارةِ أهلها وصاحباتها لتأنس بوُدِّهِم والحديث معهم كما نصَّ عليه بعض الفقهاء، بشرط التزامها بعدم الزينة، وكذا المبيت فى بيتها.

ووثقت «دار الإفتاء» فتوى المفتى الجليل فى صفحتها الرسمية لعلهم يفقهون الحكمة فى الآية الكريمة، نصا:

الإحداد يكون بأن تمكث المرأة فى بيتها تاركةً للزينة والطيب ونحوهما، كلُبس الحُلِى، لكن يباحُ للمعتدة من وفاة زوجها أن تخرجَ من بيتها لقضاء حوائجها، كأن تذهب إلى عملها، أو لتشترى ما تحتاج إليه، مع التزامها بما يُشْتَرَط فى إحدادها.

شرع الله تعالى عدة المرأة المُتوفَّى عنها زوجُها، وقد كانت فى أول الإسلام حولًا كاملًا، تفجعًا وحزنًا على وفاته، فجعلها الله تعالى أربعة أشهر وعشرة أيام إن لم تكن حاملًا، فإن كانت المرأة حاملًا فإنَّ عدتها تنتهى بوضع الحمل، لعموم قوله تعالى: ﴿وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ (الطلاق/ ٤).

الإحداد يكون بأن تمكث المرأة فى بيتها تاركةً للزينة والطيب ونحوهما، كلُبس الحلى، إلا أنها يباحُ لها أن تخرجَ من بيتها لزيارة جاراتها أو أهلها لتَأْنَسَ بوُدِّهِم والحديث معهم، ليلًا كان ذلك أو نهارًا، خصوصًا إذا تعلق الأمر بمَن لها حقٌّ عليها من الأقربين من الأهل أو غيرهم ممن تُلَامُ على ترك زيارتهم، وأن هذا ممَّا يحصل به مواساتها فى مصابها ورفع الضيق عنها من أهلها وذويها وصاحباتها، مع التزامها بإحدادها، وأن ترجع فتبيت فى بيتها.

إذ إنها بطول المكث منفردةً وحبيسةً فى بيتها تكون عُرضةً للإصابة بالأمراض النفسية والجسدية، وليس هذا هو مراد الشرع من فرض العدة، وإنما هى أمرٌ تعبدىُ فى أصل مشروعيته، وليس الغرض منها عزل المعتدة عن المجتمع ومنعها عن القيام بشؤونها الحياتية وصِلَاتِهَا الاجتماعية، بل إِنَّ الشَّرِيعَةَ إنَّمَا جَاءَتْ لِمَصَالِحِ الْعِبَادِ فِى عَاجِلَتِهِمْ وَآجِلَتِهِمْ لِتَأْتِيَهُمْ فِى الدَّارَيْنِ عَلَى أَكْمَلِ وُجُوهِهَ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإحداد الإحداد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon