توقيت القاهرة المحلي 06:12:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لهاث صحفى وتهافت إعلامى!

  مصر اليوم -

لهاث صحفى وتهافت إعلامى

بقلم - حمدي رزق

بيان النيابة العام عقب تحقيق مقتل «سلمى»، فتاة الشروق، يجب أن يُعلَّق فى صالات تحرير الصحف والمواقع الإخبارية، ويُدرَّس فى كليات الإعلام ضمن مناهج أخلاقيات العمل الصحفى والإعلامى.

درس قضائى يستأهل توقفًا، احترامًا، وتبينًا لمغزى عباراته البليغة فى توصيف حالة اللهاث الإعلامى والفضائى والإلكترونى الذى أصاب نفرٌ من الصحفيين، فصاروا يخوضون فى أعراض الضحايا، ويشقون القلوب بحثًا عن انفراد يصلح «تريند» يجتذب الذباب الإلكترونى.

لقد جاوزوا المدى فى تغطيات ملونة، صفراء فاقع لونها، بحثا عن الإثارة، حالة لهاث بلغت حد التهافت (على حد وصف البيان) فى بث حىّ يشوش على الوقائع، ويحرف مسار التحقيقات، ويحشد الرأى العام خلف سفاسف وهوامش دون متون التحقيقات، ما يربك المشهد تماما، ويرسم صورة سوداوية للمجتمع المصرى، ما يهدد الأمن المجتمعى الذى هو فى قلب الأمن القومى.

رسالة النائب العام المقدر المستشار «حمادة الصاوى» لا تحتاج إلى ترجمة، رسالة بعلم الوصول، لمن ألقى السمع للرسالة، وهو شاهد عيان على ما يجرى..

نصا من البيان: «تحذر النيابة العامة من هذا التهافت واللهث الإعلامى غير المبرر خوضًا فى تفصيلات الواقعة (مقتل سلمى) وتحليلها وتحليل شخصية المجنى عليها والمتهم، وبواعث ارتكابه الجريمة، دون سند لديهم أو حق لهم يبيح ذلك، الأمر الذى يصدّر صورة غير حقيقية عن اختلال التوازن الاجتماعى باضطراب العلاقات بين الشباب والفتيات وإتيانهم سلوكيات غريبة على هذا المجتمع وقيمه ومبادئه، وتفشى بعض الظواهر على وجه التحديد، وهو ما ليس حاصلًا بهذه الصورة التى يسعى البعض إلى تصديرها، وكأنها معبرة عن حال المجتمع بأسره، فليس المتهمون فى تلك الجرائم معبرين عن طائفة الشباب كلهم، وليست كافة العلاقات بينهم والفتيات يشوبها مثل هذا الاضطراب، أو يكون منتهاها ارتكاب مثل تلك الجرائم».

وتشدد النيابة: «فاحذروا من هذا التهافت الذى لا يبرره حق المجتمع فى المعرفة والإحاطة، فهذا الحق تحرص النيابة العامة على استيفائه بشفافية وعلانية نسبية مرهونة بسلطتها التقديرية بما لا يمس بسلامة التحقيقات».

«بما لا يمس بسلامة التحقيقات».. هنا مربط الفرس، وكما شاهت حروف قضية «نيرة» تحت وطأة النشر المفرط المنفلت دون بصيرة، أخشى تسقط قضية (سلمى) فى فخ «التريند» الذى يحرف الوقائع عن مسارها القضائى، فتصير مضغة فى أفواه تتلذذ بأكل لحم الميتة.

هناك اجتراء يصل إلى حد الافتراء على سير التحقيقات، وكما شددت النيابة العامة مرارًا وتكرارًا على حظر تداول أى مواد متعلقة بالجرائم الجنائية بمواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام والصحافة المختلفة، إلا ما تفصح عنه فى بياناتها الرسمية؛ حفاظًا على سلامة الأدلة وحسن سير التحقيقات، وصونًا لحقوق المجنى عليهم والمتهمين، وليس بدافع منها للاستئثار بالمعلومة أو الافتئات على حق المعرفة العامة أو تحقيق سبق فى هذا المجال الذى تنأى النيابة العامة عن أن تكون منافسة فيه، فهى وحدها دون غيرها بموجب الدستور والقانون صاحبة الدعوى العمومية، ولها فى حق الحفاظ عليها اتخاذ ما تراه من إجراءات صارمة للتصدى لكل ما يمس بهذه الدعوى بأى صورة من الصور.

الخلاصة فى بيان النيابة العامة، مناشدة كل المؤسسات المعنية بالصحافة والإعلام وقوفها جنبًا إلى جنب النيابة العامة فى كل الإجراءات اللازمة لتحجيم هذا اللهاث الإعلامى غير المبرر الذى أصبح ناقوس خطر ينذر بسُوء العاقبة!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لهاث صحفى وتهافت إعلامى لهاث صحفى وتهافت إعلامى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon