توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وما أدراك ما العشرينيات!

  مصر اليوم -

وما أدراك ما العشرينيات

بقلم - حمدي رزق

ظهور الشاعر الكبير «أحمد عبدالمعطى حجازى» بالـ «بيريه» الشهير على رأسه وعصاه يتوكأ عليها يُذكّر بـ «بيريه» طيب الذكر «توفيق الحكيم».. ولـ«بيريه» الحكيم قصة مشهورة.. وكناية كان يتحدث!!.

شغلَ «حجازى» عقل المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية بفكرة نميسة: «عشرينيات القرن العشرين.. علامات فارقة وإنجازات مضيئة».. عبّر عنها بقلمه السيال فى مقاله الأسبوعى فى «الأهرام» العريقة، والتقطتها الوزيرة الفنانة الدكتورة «إيناس عبد الدايم» فتبنتها، وصاغها فى فعالية ثقافية «مهمة» الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور «هشام عزمى»، وتوفرت عليها نخبة من المثقفين المصريين، فحولوا فكرة حجازى لحدث ثقافى مهم أعاد الحياة إلى الثقافة المصرية بعد جمود طالها تحت وطأة الجائحة الفيروسية.

يومان من الدرس الثقافى لهذه العشرينية الفارقة مصريًا، وعلى نورها اهتدت الأمة المصرية إلى سبل نهضتها، وعوضت فاقد قرون طويلة من الزمان، كانت تتخبط فى ظلام دامس أقرب لظلام العصور الوسطى، فإذا هى تقوم قيامتها، ثورة ثقافية وطنية تُغير معادلات المنطقة بأسرها، وتنفخ من روحها فى الراقدين نيامًا، فتهبّ العقول فى حماسة، تنفر يقظة تعوض ما فاتها إسهامًا فى الحضارة الإنسانية.

حضور ثقافى راقٍ يعوض غيابا ثقافيا طال، مفتتح لزخم ثقافى متوقع تواليًا، والنوايا جد صادقة للتعويض، وفق استراتيجية ثقافية تشع من المركز أنوارًا تنير الدرب نحو استعادة الريادة الثقافية بعد مرحلة استلاب حزينة، تكالبت على الثقافة المصرية قوى غشيمة متمنطقة بسلاح المال، احتكرت قوانا الناعمة، وشهلتها بضاعة حاضرة فى أسواق غريبة، بعيدًا عن مسقط رأسها، فى لباس ملونة، فبدت غريبة فى بلاد قريبة.

فعالية العشرينيات ليست مناسبة ثقافية وتمر مرور الكرام، ولكنها تؤذن بصحوة ثقافية تسرى فى العروق من المركز إلى الأطراف لتقوم قيامة الثقافة المصرية لتهب «الجمهورية الجديدة» قبسا من روحها، روح البناية ثقافتها، والثقافة نور البناية، وعمارة الأمم تعبير خالص عن ثقافتها، وإذا البناية تلبستها روح الثقافة تحولت إلى نهضة عظيمة تعوض عقودًا من الخمول الوطنى الذى كلفنا كثيرًا فى سباق الأمم الحية فى ركب الحضارة.

التفاتة الشاعر الحاذق «حجازى» إلى يقظة عشرينيات القرن الماضى كمرشد وموجه فى عشرينيات القرن الحالى، لفتة ذكية، ما أحوجنا لدرس العشرينيات الماضية، وكيف استفاقت الأمة المصرية من غفوتها رغم قسوة ظروفها، لتصوغ عظمتها!.

ليست نوستالجيا ماضوية بمعنى الحنين إلى ماضٍ تولى، الماضى درس الحاضر ونور المستقبل، وأمة بلا ماضٍ تضل طريق الحاضر ولا تبصر المستقبل بوعى وإدراك لموضع القدم حتى لا تزّل.

بواعث النهضة حاضرة فى المشهد الراهن، واليقظة عنوان شباب هذه الأمة، وبرهن الشباب على قدرتهم على التغيير، وأمن الشيوخ على صحوة الشباب، وتوفر الإرادة السياسية على اصطحاب الإرادة الشعبية لإحداث النقلة المأمولة يؤذن بفجر جديد.

مستوجب عقد اجتماعى جديد، قوامه الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.. والثقافة المكون الرئيس فى مستهدف النهضة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وما أدراك ما العشرينيات وما أدراك ما العشرينيات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon