توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

  مصر اليوم -

الأهرامات مقبرة «الرابرز»

بقلم - حمدي رزق

احتراز وجوبى، كاتب هذه السطور على «المذهب الكلثومى»، نسبة إلى كوكب الشرق، ولم أتطفل يومًا على موسيقى «الراب»، ولم أضبط بوصلتى يومًا على موجة مغنى الراب المصرى الشهير عالميًا «ويجز»، وعلاقتى منبتة بثقافة «الهيب هوب» التى يتحدر منها «الراب».

لا أهضم ترديد الكلمات بقافية معينة، وتسليم القوافى والتلاعب بالألفاظ دون الالتزام بلحن معين.. ولكنه ذوق جيل، وموسيقى جيل.. ثقافة جيل، بعض التسامح بين الأجيال لن يضير.

وبعد انتصار طائفة «المحتسبين الجدد» فى موقعة «فستان حنين»، عادوا يغيرون على الأهرامات، وقال كبير المحتسبين لمندوبى الصحف السيارة متوعدًا: إن إقامة حفل الراب الأمريكى (كانى ويست)، فى سقارة، سيكون مصيره الدحر (الإلغاء) على غرار حفل الراب الأمريكى (ترافيس سكوت).. هكذا صارت الأهرامات مقبرة الغزاة (الرابرز)!!.

ليس دفاعًا عن الرابرز، ولكن الخشية كل الخشية من عودة المحتسب فى طور جديد، متشحًا بالهوية، زاعقًا منافحًا عن العادات والتقاليد، يدغدغ عواطف طائفة من حماة الهوية، سينقلب تاليًا (وبكرة أفكرك) إلى محتسب تقليدى يلهب ظهور الناس فى الأسواق بعصى النهى عن المنكر، وفق الأجندة السلفية المقررة علينا سلفًا.

تخيل جبروت المحتسب، يطالب وزارات (جمع وزارة)- وزارات (الثقافة والسياحة والآثار والداخلية، وهيئة الرقابة على المصنفات الفنية ونقابة المهن الموسيقية، ناقص هيئة المساحة الجيولوجية، لإلزام الشركة المنظمة للحفل بالإعلان عن (هوية) جميع المطربين.

ليه يا سيدى: حتى تتمكن الأجهزة الأمنية المختصة من إجراء التحريات الأمنية حول أفعالهم وسلوكهم، وسيرتهم الذاتية، والكشف عن هوياتهم وانتماءاتهم ومعتقداتهم السياسية. (شفت مدى الحرص على الهوية بالتدقيق فى الهوية الدينية والسياسية).

والأنكى، عرض المحتوى الفنى على إدارة الرقابة على المصنفات، ونقابة المهن الموسيقية، للوقوف على ما يتضمنه، قبل التصريح بإقامة الحفل. (كلمة خارجة ولا تى شيرت أسود مقلم بحمالات عليه جمجمة بعيون خاوية).

فات على المحتسب طلب الكشف عن فصيلة دم «كانى ويست» وتحليل الحمض الريبى النووى منزوع الأكسجين DNA للمطربين الخمسة.

من أعطى الحق لهذا المحامى (المحتسب) لترهيب وزارات وهيئات، والوقوف موقف المدعى منها وعليها، وإحالة من يصرح بالغناء إلى متهم إلى أن يتم إلغاء الحفل؟!.

لا أتحدث عن سياحة، السياحة تلفظ أنفاسها، تترنح تحت وطأة السلفية المجتمعية، أخشى تجبر «المحتسبين الجدد» على مجتمع يبحث عن هويته فى بحر العولمة المتلاطم.

من وراء هذه البلاغات التى تتشح برداء الهوية والتقاليد المرعية؟، ومن هو محركها الفعلى؟، لا أهضم فقط كونها بلاغات للشهرة!؟

أذهب بعيدًا إلى جماعات بعينها تحرك هذه الدعاوى لفتن المجتمع، عجيب أمرهم يتسامحون مع الرقص الشرقى لأنه «شرقى» على سنة المجتمع المرعية، ويحاربون «الراب» لأنه غربى.

ومن البلاغ نقتطف فقرة دالة: «مدى اتساق واتفاق المحتوى الفنى مع قيم وعادات وتقاليد وهوية الشعب المصرى من عدمه».

المحتسب عين نفسه مراقبًا عامًا على المحتوى، يقف «زنهار» على ثغور الهوية المصرية، راعيًا للقيم والعادات والتقاليد المرعية!!.

أن يتنمر نفر من المدعين متمنطقين بالوطنية على السلطة، يترجم سلطة فوق السلطة، إنهم يحاكمون السلطة علانية، عجبًا أنها سلطة تستمع إلى موسيقى «الراب» فى سقارة!!.

ينصح تقليديا تجنب موسيقى الراب، والحجر على «ويجز»، واستتابته عن تعاطى موسيقى الراب، ويغنى أشعار الموشحات والأزجال، يا الله، كنا قد غادرنا هذا المربع المخيف، كيف عدنا إليه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأهرامات مقبرة «الرابرز» الأهرامات مقبرة «الرابرز»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon