بقلم - حمدي رزق
احتفال قداسة البابا «تواضروس الثانى»، بابا الإسكندرية، بعيد دخول «العائلة المقدسة» أرض مصر في كنيسة السيدة العذراء مريم بـ«سخا»، صباح الأربعاء، بحضور أحبار وشعب الكنيسة الأرثوذكسية، فأل حسن.. ودعوة طيبة للحجيج المسيحيين من حول العالم لزيارة الأرض التي باركتها العذراء مريم تحمل وليدها المسيح عليه السلام.
فرصة سياحية نادرة وسنحت، والبابا «فرنسيس»، بابا الفاتيكان، بكرمه وفر علينا نصف الطريق، واعتمد رحلة العائلة المقدسة في قلب الحجيج الكاثوليك، اجتمعت البركات والتبريكات، مستوجب توفُّر وزارة الآثار والسياحة على ملف «مسار العائلة المقدسة في مصر» كأيقونة حج مسيحية إلى مصر.
تاريخيًّا اعتماد الكنيسة المصرية والفاتيكان لمسار العائلة المقدسة أهم حدث سياحى حظيت به مصر يومًا، لم تحْظَ السياحة المصرية بدعم بابوى عالمى على هذا المستوى الرفيع على مدار تاريخها الحديث.
لا أفهم في السياسات التسويقية التي تُدار بها مثل هذه المقاصد السياحية المهمة، ولا كيف يتم تسويقها بين الحجيج المسيحيين داخل وخارج مصر، ومن حول العالم.
داخليًّا، البابا «تواضروس» يطوف كل عام بمحطة من محطات الرحلة مناديًا عليها، وعالميًّا مباركة البابا
«فرنسيس» تعنى توجيهًا فاتيكانيًّا لنحو مليار مسيحى كاثوليكى حول العالم للحج إلى مصر. البابا فرنسيس لفت أنظار نصف مسيحيى العالم إلى رحلة العائلة المقدسة في الأراضى المصرية، سيطلون بأنظارهم على الخريطة لاستكشاف محطات الرحلة المقدسة التي اعتمدها البابا فرنسيس بكرم بابوى في الرابع من أكتوبر ٢٠١٧.
الأسئلة تتداعى على العقل، هل جرى الترويج لهذه الرحلة المقدسة مثلًا في البرازيل باعتبارها حاضنة أكبر عدد من المسيحيين الكاثوليك في العالم، وكذا المكسيك والفلبين والولايات المتحدة وإيطاليا؟.
استثمار العطفة البابوية الفاتيكانية في روما، ومثلها العطفة البابوية الأرثوذكسية في الإسكندرية، واجتماعهما على قداسة المسار حيث يعدانه حجًّا مقدسًا، هذا ثقل دينى لمقصد سياحى استثنائى. مثل هذا المقصد الذي يشبه النهر الجارى لابد أن تتوفر عليه حكومة المهندس مدبولى لتوفير ما يلزم لإحياء المسار المبارك.
مثل هذا المسار المقدس إذا أُحسن استثماره واستغلاله عالميًّا ستجنى مصر من وراء هذه الرحلة المباركة ما تجنيه المملكة العربية السعودية في موسم الحج سنويًّا.
المسيحيون متشوقون لتتبع رحلة العائلة المقدسة في الأرض الطيبة، والبابا فرنسيس أدى رسالته الدينية تجاه مصر كاملة باعتماد الرحلة التي حُققت من قِبَل الفاتيكان ووُثِّقت تاريخيًّا ودينيًّا، ولكن هل أدينا نحن نصيبنا من الرسالة؟.
أخشى أن الرسالة لم تصل بعد، أشك أن وزارة السياحة المصرية أبلغت البرازيل أو المكسيك أو الفلبين بملصق دعائى واحد!.
بين أيدينا منتج سياحى جديد تمامًا، بكر لم تطأه قدم بعد، منتج سياحى معتمد من قبلة الكاثوليك (الفاتيكان) وبين ظهرانينا الكنيسة الكاثوليكية «الوطنية»، التي يمكن أن تضطلع بدور حيوى في دعوة الكاثوليك من حول العالم للحج المسيحى إلى مصر استجابة لدعوة بابا الفاتيكان.
مثل هذه الاستراتيجيات السياحية تحتاج إلى احترافية عالمية، ترويج الحج المسيحى إلى مصر يحتاج إلى فكر احترافى خارج الحدود، كم مكتبًا سياحيًّا مصريًّا، بل كم وفدًا سياحيًّا مصريًّا يتكلم لغتهم بلغ حدود القارة الأمريكية الجنوبية البعيدة ليروج لرحلة العائلة المقدسة؟!.