توقيت القاهرة المحلي 06:10:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فصل الخطاب فى الحوار الوطنى

  مصر اليوم -

فصل الخطاب فى الحوار الوطنى

بقلم - حمدي رزق

ليكن معلومًا أن الحوار الوطنى المُرتجَى ليس «نزهة خلوية» فى حديقة الوطن، وليس «ونسة» للفضفضة فى البراح، وليس «مكلمة» يتبارى فيها الخطباء، ولا هو ترضية سياسية وجبر للخواطر.لا نملك رفاهية تضييع الوقت فى خطب عصماء ومزايدات رعناء، ولا خطط مخططة لإحراج النظام بطلب المستحيلات لإثبات أهلية سياسية مفتقدة لتعويض ما فات وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، قطعنا طريقًا طويلًا فى حب الوطن، فلنُكمل المسير.

المُخْلِصُونَ والمُخْلِصَاتُ، جمع مُخْلِصٌ ومُخْلِصَةٌ، جميعًا فى مهمة وطنية لصياغة عقد وطنى جديد، مستمد من فقه الأولويات الوطنية، والعقد الجديد يحتاج إلى أفكار وطنية مخلصة تقوم على قواعد دستورية ثابتة، تُعلى المصلحة الوطنية فوق كل الانحيازات السياسية الضيقة، وترتقى إلى مستوى الطموحات الوطنية المشروعة فى غدٍ أفضل.

مستوجب بلوغ المراد من الحوار، الحوار وسيلة لبلوغ الغاية، والمستهدف خارطة طريق جديدة للوطن لرسم مستقبل أفضل، وعنوان الحوار شركاء لا فرقاء، شراكة وطنية تجمع الفرقاء بعد أن تفرقت بهم السبل.

من فَضائل الحوار الصحى اجتماع الفرقاء على كلمة سواء، على حد أدنى من التوافق على القضايا الأساسية، لدينا قضايا تدخل فى فقه الأولويات، وأخرى قد تستنزف مقدرات الحوار فيما لا طائِل منه، فلنتوفر على الأولويات نُجليها، ونقف عليها، ولا نغادر دون وصفها، إِنَّ الأولويات تَشَابَهت عَلَيْنَا، إذا تمخض الحوار عن هذه الخارطة وجرى توصيفها رسمًا وتبيُّنها طريقًا كسبنا كثيرًا.

الشعب والعالم ينظر إلينا ونحن نتحاور، فليكن حوارنا وطنيًّا واقعيًّا وعقلانيًّا وموضوعيًّا بالإجمال وصفًا «متحضرًا» يعبر عن حضارة هذا الوطن العظيم.

أن تأتى متأخرًا خير من ألّا تأتى أبدًا، الدعوة الرئاسية إلى الحوار فرصة وسنحت لنبرهن على إخلاصنا لهذا الوطن، ونبرّه، ونخلص فى الاجتهاد، هذا وطن يستحق التضحيات، وليكن معلومًا أن أرواح الشهداء تحيط بكم، وتنتظر الوفاء بالعهد والوعد، فلتبرُّوهم وتُقسطوا إليهم، وتقفوا على مصالح هذا الوطن دون سواه.

الحوار الوطنى فى معناه وفضائله يُعنى بالمقاصد الوطنية العليا، والمقاصد العليا فى علم أصول الفقه هى ما قصده الشرع من الضروريات والحاجيات والتحسينات، وأهمها نفى الضرر ورفعه وقطعه، والكليات الشرعية الخمس، حفظ الدين، والنفس، والعقل، والعِرض، والمال، فى سياق مطلق المصلحة، سواء أكانت هذه المصلحة جلبًا لمنفعة أم درءًا لمفسدة.

كيف يتم تنزيل فقه المقاصد الشرعية على المقاصد الوطنية؟ بمعنى كيف يترجم الحوار هذه المقاصد العليا التى تعنى الرفاه؟ مقصود خارطة طريق إلى مجتمع الرفاه فى إطار الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة!.

مستهدفات الحوار سياسيًّا لا تخفى على لبيب، واللبيب من الإشارة يفهم، والأهم مستهدفاته الحقوقية، اقتصادية واجتماعية، بالإجمال حقوقه الإنسانية، رفاه الإنسان المصرى هو فصل الخطاب.

خلاصته مطلوب «حوار لَيْس خُوَارًا». الحوار فعل رشيد، الخوار فعل كريه، الخوار يُنهى الحوار قبل أن يبدأ، ونحن فى طريق الحوار أرجو أن يتراجع الخوار فى مواجهة دعوة رئاسية طيبة، الفكرة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تُؤتى أُكُلها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فصل الخطاب فى الحوار الوطنى فصل الخطاب فى الحوار الوطنى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon